أثار أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، المؤسس المشارك لشركة تسلا، جدلاً كبيرًا بتصريحاته المتكررة التي تشير إلى اقتراب الولايات المتحدة من “الإفلاس”. جاء تحذيره بعد دعمه المفاجئ لعملة بيتكوين هذا الأسبوع، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي.
تجاوز الدين العام الأمريكي 35.7 تريليون دولار، مما زاد المخاوف من تضخم كبير في سوق العملات والأصول الرقمية. وقد ساهم هذا الارتفاع في الدين في دفع أسعار بيتكوين والذهب إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل ما يصفه ماسك بأنه سيناريو “مرعب” يواجه الاحتياطي الفيدرالي.
تُقدّر مدفوعات الفائدة السنوية على الدين الأمريكي بتريليون دولار، واعتبر ماسك هذه المدفوعات “حالة طوارئ مالية”. وأشار إلى أن مدفوعات الفائدة تستحوذ على 23% من عائدات الضرائب الفيدرالية، متجاوزة ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية التي تبلغ تريليون دولار سنويًا. دفع ذلك ماسك إلى شراء بيتكوين والذهب.
سجلت بيتكوين مستوى قياسيًا بلغ 73 ألف دولار هذا العام، مع ارتفاع كبير مشابه للذهب، حيث يراهن المستثمرون على أن ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة العجز سيؤديان إلى تضخم يجبر الحكومات على طباعة المزيد من الأموال، مما يعزز الطلب على الأصول الرقمية.
تحتفظ شركة تسلا بحوالي 10 آلاف بيتكوين، بقيمة تقارب 800 مليون دولار. وقد أثار هذا الاحتفاظ مخاوف بشأن احتمال بيع الشركة لهذه الأصول، خصوصًا بعد نقل البيتكوين الخاصة بها إلى محافظ جديدة بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي.
شهد الدين الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوز 34 تريليون دولار في بداية 2024. يعود هذا الارتفاع إلى تدابير التحفيز التي أعقبت جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى تضخم غير مسبوق ورفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة إلى مستويات تاريخية.
حذر محللو بنك أوف أميركا من أن عبء الدين الأمريكي قد يزداد بمعدل تريليون دولار كل 100 يوم، مما قد يدفع أسعار بيتكوين إلى الارتفاع، ومن المتوقع أن يصل الدين إلى 36 تريليون دولار بنهاية 2024.
عبّر الملياردير بول تيودور جونز عن مخاوفه من التضخم المتزايد، مشيرًا إلى استثماره في الذهب وبيتكوين لمواجهة هذه الأزمة. كما أشار إلى أن العجز الأمريكي سيزداد بمقدار 500 مليار دولار سنويًا في عهد ترامب، وقد يرتفع بمقدار 600 مليار دولار إضافية في حال فوز نائبة الرئيس الحالية، مما يجعله يعتبر أن هذه التوقعات قد تكون “مجرد أحلام”.
كان بول تيودور جونز من أوائل الداعمين للبيتكوين في وول ستريت خلال أزمة كوفيد-19، حيث وصف العملات الرقمية بأنها الوسيلة الأسرع للحد من التضخم، مما ساهم في تعزيز مكانة البيتكوين كأداة للتحوط المالي.