يُحافظ سعر عملة إيثريوم على استقراره فوق مستوى 2700 دولار، مدعومًا بتدفّق رؤوس أموال جديدة نحو صناديق المؤشرات المتداولة الفورية في الولايات المتحدة، وسط تنامي التفاؤل في سوق المشتقات.
ويُتداول إيثريوم حاليًا عند نحو 2756 دولارًا، مسجّلًا تراجعًا يوميًا بنسبة 1.2%، إلا أنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 13% على أساس شهري. وقد تراوح أداء العملة خلال الأسبوع الماضي بين 2419 و2869 دولارًا، في ظل صراع محتدم بين القوى الشرائية والبيعية، وتبدّل ملحوظ في ديناميكيات السوق.
وفي هذا السياق، شكّلت التدفقات القوية نحو صناديق المؤشرات عاملًا رئيسيًا في دعم صمود إيثريوم. فوفقًا لبيانات SoSoValue، سجّلت صناديق ETF الخاصة بالإيثريوم في الولايات المتحدة صافي تدفقات بلغت 240.7 مليون دولار في يوم 11 يونيو، في أعلى إجمالي يومي يتم تسجيله منذ أربعة أشهر، وامتدادًا لليوم الثامن عشر على التوالي من التدفقات الإيجابية.
وقد تصدّر صندوق ETHA التابع لشركة BlackRock هذه التدفقات بقيمة 164.05 مليون دولار، تلاه صندوق FETH التابع لشركة Fidelity، ثم عرض Grayscale المصغّر من عملة الإيثريوم. وبذلك، تكون التدفقات التراكمية خلال الثلاثين يومًا الأخيرة قد بلغت نحو 700 مليون دولار، في مؤشر واضح على استمرارية اهتمام المؤسسات المالية من خلال أدوات استثمارية منظمة.
وبالتزامن مع ذلك، يشهد سوق الخيارات تحوّلًا لافتًا نحو التوجهات الصعودية. فالخيارات هي عقود مالية تمنح المتداولين حقًا – لا التزامًا – في شراء أو بيع أصل مالي بسعر محدد مسبقًا. وتمنح عقود “الشراء” الحق في شراء الأصل، فيما تتيح عقود “البيع” إمكانية بيعه. وعادة ما يُنظر إلى الإقبال على شراء عقود الشراء القصيرة الأجل كمؤشر على الرهان على ارتفاع الأسعار.
تصفح أيضاً: ما هي عملة COTI؟ إليك 6 معلومات أساسية لا بد أن تعرفها عن مشروع المدفوعات الخفيّة
وبحسب بيانات شركة Glassnode المنشورة في 11 يونيو، فقد سجّل “انحراف خيارات الإيثريوم” – وهو مقياس يُظهر الفارق في الطلب بين عقود الشراء والبيع – تحوّلًا سلبيًا حادًا بين يومي 9 و10 يونيو، حيث انخفض الانحراف الأسبوعي من -2.4% إلى -7.0%، فيما تراجع الانحراف الشهري من -5.6% إلى -6.1%، مما يدل على زيادة ملموسة في الطلب على عقود الشراء مقارنة بعقود البيع. ومن المعلوم أن هذا النمط غالبًا ما يُمهّد الطريق لارتفاعات سعرية قصيرة الأجل.
وعلى الصعيد الفني، لا تزال حركة سعر إيثريوم تُظهر بنية صعودية واضحة. ويقع مؤشر القوة النسبية عند مستوى 63، وهو مستوى يقترب من منطقة التشبّع الشرائي، لكنه لا يزال ضمن النطاق المحايد. ويواصل السعر التداول فوق متوسطه المتحرّك لعشرة أيام عند 2658 دولارًا، وكذلك فوق المتوسطين المتحرّكين لخمسين ومئتي يوم، ما يعكس استمرار الزخم الشرائي.
في الوقت ذاته، اتّسع نطاق بولينجر مؤخرًا، مع تمسّك السعر بالحد العلوي للنطاق، وهو ما يُعتبر غالبًا إشارة على بقاء معدلات التقلّب. ومنذ بداية مايو، ظلّ إيثريوم يسجّل قممًا متصاعدة وقيعانًا أعلى، وهو ما يُعزّز الاتجاه الصاعد الذي تشهده العملة.
وتبعًا لهذه المعطيات، فإن استمرار تدفّق رؤوس الأموال نحو صناديق المؤشرات مع تعزيز النظرة الصعودية في سوق الخيارات، قد يُمهّد لإعادة اختبار مستوى 2900 دولار، وربما اختراق حاجز 3000 دولار. غير أن هبوط السعر دون 2700 دولار، لاسيما في حال تباطؤ التدفقات، قد يدفع العملة نحو تصحيح باتجاه مستوى 2600 دولار، أو اختبار منطقة دعم قريبة من 2400 دولار.
