تراجعت قيمة عملة “إيثريوم” إلى نحو 3786 دولارًا، منخفضة بنسبة تقارب 3.7% عن أعلى مستوى محلي لها والذي بلغ 3933 دولارًا في الثامن والعشرين من يوليو الجاري. ورغم هذا التراجع الطفيف، لا تزال العملة تسجل ارتفاعًا حادًا بنسبة 56% خلال الثلاثين يومًا الماضية، ما يعكس استمرار الزخم الصاعد في السوق.
وفي سياق متصل، انخفض حجم التداول اليومي بنسبة 12.2% ليبلغ 26.1 مليار دولار، الأمر الذي يشير إلى تراجع نسبي في نشاط السوق عقب موجة الارتفاع الأخيرة.
غير أن بيانات المشتقات تشير إلى بقاء اهتمام المستثمرين قائمًا، حيث ارتفعت أحجام العقود الآجلة لعملة إيثريوم بنسبة 28.33% لتسجل 111.23 مليار دولار، بالرغم من تراجع طفيف في الفائدة المفتوحة بنسبة 1.45% لتصل إلى 57.5 مليار دولار. ويُفهم من هذا التباين أن المتداولين يعيدون تموضعهم أو يجنون الأرباح دون أن تحدث عمليات تصفية واسعة النطاق، ما يعكس نشاطًا مستمرًا لكن دون اعتماد مفرط على الرافعة المالية.
وعلى صعيد المعروض، تم سحب أكثر من مليون وحدة من عملة إيثريوم من المنصات المركزية خلال الثلاثين يومًا الماضية، وفقًا لما أشار إليه المحلل “علي مارتينيز” في منشور نُشر بتاريخ 28 يوليو.
اشترك في النشرة البريدية للحصول على آخر أخبار العملات الرقمية وتحليلات السوق
احصل على تحليلات أسبوعية ونشرات إخبارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني اشترك وانضم إلى قناتنا على التلجرام
ويُعدّ هذا الانخفاض الحاد في احتياطات المنصات المركزية دلالة على أن المستثمرين يقومون بنقل أصولهم إلى المحافظ غير الحافظة أو إلى التخزين البارد، وهو سلوك يُفسر عادةً بأنه توجه نحو الاحتفاظ طويل الأمد، الأمر الذي يُخفف من ضغوط البيع الفوري ويُمهّد الطريق أمام مزيد من الارتفاعات السعرية في المدى المنظور.
وفي ظل هذا الواقع، تُواصل صناديق التداول الفورية المدعومة بإيثريوم جذب تدفقات مالية قوية، حيث بلغ صافي التدفقات في 28 يوليو نحو 65.14 مليون دولار، بحسب بيانات منصة SoSoValue، لترتفع التدفقات الكلية خلال الشهر إلى ما يزيد على 5.1 مليار دولار. ويُظهر هذا الاتجاه اهتمامًا متزايدًا من قبل المؤسسات الاستثمارية، ما قد يسهم في تعزيز الثقة بالسوق حتى في ظل التقلبات قصيرة الأجل.
أما على المستوى الفني، فتستمد إيثريوم دعمًا من تداولها أعلى المتوسطات المتحركة الرئيسية على الرسم البياني اليومي، بما يشمل متوسطات الـ10 والـ20 والـ50 والـ200 يوم، مما يُعزز من استمرارية الاتجاه الصاعد. في المقابل،
تُظهر مؤشرات الزخم قصيرة الأجل إشارات على الإرهاق؛ حيث بلغ مؤشر القوة النسبية مستوى 74.6، وهو ما يشير إلى دخول منطقة التشبع الشرائي، في حين اقترب المؤشر العشوائي من 89، وكلاهما يُنبئ باحتمال حدوث تباطؤ في الاندفاعة السعرية.
ومع أن مؤشر MACD لا يزال يُظهر تقاطعًا إيجابيًا، إلا أن بقية المؤشرات بدأت تفقد زخمها، ما يوحي بتردد في المسار الصعودي. كما يتداول السعر حاليًا بالقرب من الحد العلوي لقناة بولينجر، وهي إشارة فنية عادةً ما ترتبط بفترات تراجع مؤقت أو إعادة تموضع سعري. وفي حال تحققت هذه التوقعات، فإن منطقة الدعم الأقرب تقع بين 3680 و3700 دولار، وهي نفس مستويات المتوسط المتحرك لعشرة أيام.
اقرأ أيضاً: شبكة Monad: مستقبل البلوكشين عالي الأداء والتوافق مع الإيثريوم
وفي حال استمرار الهبوط إلى ما دون هذا النطاق، فقد تشهد إيثريوم تصحيحًا أعمق نحو مستوى 3480 دولار، غير أن تحقق هذا السيناريو يتطلب وجود ضغوط اقتصادية كلية أو تراجع مفاجئ في الطلب المؤسسي على صناديق التداول المدعومة. أما في حال تمكّن السعر من كسر مستوى 3960 دولارًا صعودًا، فقد تعود الأنظار من جديد إلى حاجز 4000 دولار، مع احتمال بلوغ مستويات أعلى تتراوح بين 4200 و4300 دولار في حال تزايد حجم التداول وعودة الزخم الإيجابي.
