عانى إيثيريوم من أسوأ ربع أول له منذ سبع سنوات من حيث حركة الأسعار، إلا أن ذلك لم يمنع منصة إيثيريوم من الاستمرار في تطورها، حيث قدم مؤسسها فيتاليك بوتيرين خارطة طريق جديدة تهدف إلى تعزيز أمان النظام البيئي واستقراره على المدى الطويل.
لطالما كانت منصات العملات المشفرة التي تسعى لتقليد إيثيريوم وتجاوز أوجه قصوره تلقى تعبيرات متكررة تحت مسمى “قاتلة إيثيريوم”. وقد شهدت هذه النقاشات ذروتها إلى درجة أن تم إنشاء موقع خاص يدعى “إثيويريم أوبتواريس” لتوثيق حالات “موت إيثيريوم”، حيث وصل العدد إلى 133 حالة حتى وقت كتابة هذا التقرير. لكن بالرغم من الانتقادات، لا يزال إيثيريوم يحافظ على مكانته كأكبر منصة في مجال الـ DeFi، التي تعتمد عليها العديد من التطبيقات اللامركزية. وعلى الرغم من ذلك، فإن انتقادات المجتمع لإيثيريوم تستمر، متهمين إياها بتجاهل آراء مطالب المستخدمين خلال هذه الدورة.
ورغم التحديات السوقية التي واجهها إيثيريوم، والتي قد تجلت في تراجعات الأسعار مقارنة بنجاح منافسيه، إلا أن إيثيريوم لا يزال يحتفظ بموقعه كأكبر ثاني عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية بعد البيتكوين. ففي شهر مارس من العام الحالي، تمكن إيثيريوم من تجاوز منافسه المباشر سولانا في حجم التداول بنسبة 22%، ليعود إلى صدارة منصات الـ DeFi بعد أن ظل في المرتبة الثانية منذ سبتمبر 2024. كما تفوق إيثيريوم على سولانا في إجمالي القيمة المقفلة (TVL)، وهو ما يعكس قوة الشبكة ومكانتها البارزة في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك، فإن 53% من سوق العملات المستقرة يعتمد على إيثيريوم.
تصفح أيضاً: عملة GUNZ: كل ما تحتاج معرفته عن نظام بلوكشين GUNZ وأهميته في عالم الألعاب الرقمية
وفيما يخص المجتمع الذي يدعم إيثيريوم، فهو لا يزال يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة من عشاق العملات المشفرة والمستثمرين والمحترفين في هذا المجال. ويُعتبر فيتاليك بوتيرين من أبرز الأصوات في هذه الصناعة، مما يضمن استمرار الدعم لهذه المنصة. أما ما يهم في النهاية فهو أن إيثيريوم مستمر في التقدم، وهو ما يتضح من خارطة الطريق الجديدة التي تم الإعلان عنها في مارس 2025.
وبالنسبة لمشكلة القابلية للتوسع، التي تعد واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها إيثيريوم منذ بداية انطلاقه، فقد عمل الفريق على معالجتها عبر عدة حلول على مر السنين. فعلى سبيل المثال، في ديسمبر 2017، تسبب تطبيق Cryptokitties في تباطؤ الشبكة بشكل ملحوظ بسبب الضغط الهائل على المعاملات. ومع ازدياد الحاجة للتوسع، كان لا بد من اتخاذ خطوات جذرية في تطوير الشبكة. وهذا ما أدى إلى انتقال إيثيريوم في 2022 من آلية الإجماع “إثبات العمل” إلى “إثبات الحصة” بهدف تحسين الأداء والقدرة على التوسع.
وفي هذا السياق، أعلن بوتيرين عن خارطة الطريق الجديدة التي تشمل زيادة عدد الـ “blobs” إلى 72 بحلول عام 2026، بهدف معالجة مشكلة القابلية للتوسع. والـ “blobs” هي عبارة عن كائنات بيانات تستخدم لتنظيم وتحسين عمليات التخزين في الشبكة. كما تم الإشارة إلى التوسع المستقبلي عبر التجزئة (Sharding)، الذي يهدف إلى تقسيم الشبكة إلى أجزاء أصغر تسهم في تسريع المعاملات. وسيكون هذا التحسين ضروريًا لتوسيع شبكة إيثيريوم بشكل فعال.
ويهدف إيثيريوم من خلال هذه التعديلات إلى تحسين أداء “roll-ups”، التي تعد وسيلة فعالة لتحسين سرعة المعاملات وتخفيف العبء عن الشبكة. ويعرف الـ “roll-ups” بأنها عقود ذكية تتم خارج السلسلة، حيث تقوم بتجميع المعاملات وتلخيصها قبل إرسالها إلى الشبكة الرئيسية. هذا التحسين لا يقتصر فقط على زيادة سرعة المعاملات، بل يعزز من قدرة الشبكة على استيعاب المزيد من المستخدمين والتطبيقات.
ولا يقتصر الأمر على التحسينات التقنية فحسب، بل يسعى بوتيرين إلى نشر نموذج هجين لإثبات الصدق، الذي سيُسهم في تحسين الأمان وتقليل التأخير في معالجة المعاملات. ويتضمن هذا النموذج الاعتماد على تقنيات المعرفة الصفرية (ZK) وبيئات التنفيذ الموثوقة (TEE)، مما يعزز من قدرة إيثيريوم على معالجة المعاملات بسرعة وبدقة.
بحلول نهاية عام 2025، يتوقع أن يتم استخدام 6 blobs في الشبكة بعد التحديثات المقررة، على أن يصل العدد إلى 72 blob في إصدار Fusaka من الشبكة. كما يتم العمل على تحسين مستويات التجميع التي ستسهم في تعزيز أداء الشبكة، مما يجعلها أكثر قدرة على استيعاب وتخزين المعاملات بسرعة أكبر.




