(رويترز) – توصلت الولايات المتحدة وكولومبيا إلى اتفاق أمريكي-كولومبي يخفف من حدة التوترات التجارية بين البلدين، وذلك بعد موافقة كولومبيا على استقبال رحلات ترحيل المهاجرين باستخدام الطائرات العسكرية الأمريكية.
جاء هذا الاتفاق بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 25% على السلع الكولومبية، بالإضافة إلى عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، في حال رفض كولومبيا استقبال الرحلات.
وأكد بيان صادر عن البيت الأبيض، أن الحكومة الكولومبية قبلت شروط الرئيس ترامب دون قيود أو تأخير، بما في ذلك قبول جميع المهاجرين غير الشرعيين الكولومبيين الذين يتم ترحيلهم من الولايات المتحدة، حتى عبر الطائرات العسكرية الأمريكية.
وأضاف البيان أن العقوبات والتعريفات ستظل معلقة، لكنها قد تُفعل في حال تراجع كولومبيا عن التزامها بالاتفاق.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الكولومبي، لويس جيلبرتو موريلو، في بيان أن حكومته تجاوزت الأزمة مع الولايات المتحدة، وأكد استعدادها لاستقبال المهاجرين المرحلين عبر طائرات مدنية، مشيرًا إلى تجهيز الطائرة الرئاسية لهذا الغرض. ولم يتضمن البيان الكولومبي إشارة صريحة إلى استخدام الطائرات العسكرية، ولكنه لم ينفِ ما ورد في البيان الأمريكي.
تصفح أيضاً: ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين
وكانت مسودة الإجراءات الأمريكية تشمل فرض تعريفات جمركية تصاعدية تصل إلى 50% في غضون أسبوع، وفرض قيود على سفر المسؤولين الكولومبيين، إلى جانب عقوبات مالية ومصرفية.
كما تضمنت المسودة تعزيز عمليات التفتيش على الحدود الأمريكية ضد المواطنين والبضائع الكولومبية.
ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، تُعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر لكولومبيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 33.8 مليار دولار في عام 2023، مع فائض تجاري أمريكي قدره 1.6 مليار دولار. وتعتمد كولومبيا على السوق الأمريكية لتصدير نحو ثلث منتجاتها، بما يعادل 4% من إجمالي الناتج المحلي.
وفي سياق متصل، أدانت البرازيل معاملة الولايات المتحدة لمواطنيها أثناء رحلات الترحيل، حيث تم تقييد المهاجرين بالأصفاد، ما أثار استياء واسع النطاق. وأوضحت الحكومة البرازيلية أن أحد هذه الرحلات واجهت توقفًا غير مجدول بسبب مشكلات تقنية، حيث أمرت السلطات البرازيلية بإزالة الأصفاد واستكمال الرحلة بطائرة تابعة للقوات الجوية البرازيلية.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو رفضه استخدام الطائرات العسكرية لنقل المهاجرين، مشددًا على أهمية ضمان عودة المهاجرين بكرامة عبر الطائرات المدنية. وأضاف أنه لن يتخذ أي خطوات مشابهة لترحيل مواطنين أمريكيين مقيدين إلى بلادهم.
يُذكر أن هذا الاتفاق الأمريكي -الكولومبي يأتي ضمن سياسة الرئيس ترامب الصارمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي تضمنت إعلان حالة طوارئ وطنية، واستخدام القوات العسكرية لدعم الأمن على الحدود، وحظر اللجوء بشكل واسع.
