ارتفعت الأسهم اليابانية إلى أعلى مستوياتها خلال عام، اليوم الأربعاء، عقب إبرام اتفاق تجاري أمريكي-ياباني يقضي بتخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات السيارات اليابانية، مما أنعش التفاؤل في الأسواق الآسيوية والأوروبية، وأعاد الأمل بإمكانية التوصل إلى اتفاق مماثل بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الأمر الذي انعكس إيجابًا على العقود الآجلة للأسهم الأوروبية.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، أمس الثلاثاء، أن الاتفاق مع اليابان يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% فقط على واردات السيارات اليابانية، وهي نسبة تقل كثيرًا عن الرسوم التهديدية التي كانت تبلغ 25%.
ويأتي هذا الإعلان بعد إبرام اتفاق منفصل مع الفلبين ينص على فرض رسوم بنسبة 19% على وارداتها إلى الولايات المتحدة. كما أكد ترامب أن وفدًا من الاتحاد الأوروبي سيصل إلى واشنطن اليوم لاستئناف المحادثات التجارية، ما عزز الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل حلول الموعد النهائي في الأول من أغسطس، رغم تقارير أفادت بأن الاتحاد الأوروبي يعكف على إعداد تدابير مضادة في حال تعثر المفاوضات.
اقرأ أيضاً: ديون أمريكا تلامس مستويات قياسية: هل يقترب الاقتصاد من حافة الخطر؟ – يوليو 2025
في هذا السياق، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 1.3%، بينما صعدت عقود مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.6%. وفي اليابان، قفز مؤشر نيكي بنسبة 3.7% مع تسجيل أسهم شركات صناعة السيارات ارتفاعات حادة، إذ ارتفعت أسهم مازدا بنسبة 17%، بينما صعدت أسهم تويوتا بنسبة 13.6%، مدعومة بإعلان خفض الرسوم الجمركية الأمريكية إلى 15%.
وفي ضوء هذا الاتفاق، صعدت أسهم شركات السيارات الكورية الجنوبية أيضًا، وسط آمال بأن يفتح الاتفاق الباب أمام إحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
واعتبر محللون أن الاتفاق التجاري الأمريكي-الياباني يزيل خطرًا كبيرًا كان يهدد الاقتصاد الياباني المتباطئ، ويوفر في الوقت ذاته مجالًا أوسع لبنك اليابان لرفع أسعار الفائدة بهدف كبح التضخم. وقد أدى ذلك إلى ضغوط على سوق السندات اليابانية، حيث ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 8.5 نقاط أساس لتصل إلى 1.585%.
وعلى الصعيد السياسي، أفادت تقارير بأن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا يعتزم تقديم استقالته قريبًا، تحمّلًا للمسؤولية عن خسارة التحالف الحاكم في انتخابات مجلس الشيوخ التي أُجريت يوم الأحد. هذا المستجد السياسي أدى إلى تراجع الين بعد ارتفاعه في وقت سابق من الجلسة، وسجّل الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 146.95 ينًا.
واعتبرت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في بنك ساكسو، أن مغادرة إيشيبا قد تمهد الطريق لقيادة يابانية جديدة تتبنى سياسات اقتصادية أكثر انفتاحًا نحو السوق وتعزز العلاقات مع واشنطن، مشيرة إلى أن خروجه “يُنظر إليه بوصفه خطوة تضمن استمرارية النهج التوسعي في السياسة المالية والنقدية اليابانية”.
وفي تطور إيجابي آخر، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت أن مسؤولين من الولايات المتحدة والصين سيلتقون الأسبوع المقبل في العاصمة السويدية ستوكهولم لبحث إمكانية تمديد المهلة المحددة في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق تجاري.
وقد تفاعلت الأسواق الآسيوية مع هذه الأنباء، حيث ارتفع مؤشر الأسهم الصينية الممتازة (CSI300) بنسبة 0.7%، بينما صعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.8%، وأضاف مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان نسبة 1.0%.
في المقابل، بدت حركة وول ستريت أكثر تحفظًا، إذ ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، بينما أضافت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك نسبة 0.1%. ويترقب المستثمرون نتائج أرباح شركتي تسلا وألفابت (الشركة الأم لجوجل)، وهما من بين أبرز أسهم “السبعة العظام” الذين لعبوا دورًا محوريًا في دعم مكاسب السوق في الفترة الأخيرة بدفع من التفاؤل بالذكاء الاصطناعي.
في هذا السياق، بدأت تقارير أرباح الشركات الأمريكية تعكس الآثار السلبية للحرب التجارية التي أطلقها ترامب، إذ تراجعت أسهم شركة جنرال موتورز بنسبة 8.1% عقب إعلانها تكبد خسائر بقيمة مليار دولار في نتائجها الفصلية بسبب الرسوم الجمركية.
وفي أسواق العملات، استقر أداء الدولار بعد أن تراجع لثلاث جلسات متتالية بالتزامن مع انخفاض عوائد السندات. وسجل مؤشر الدولار ارتفاعًا طفيفًا إلى 97.45 بعد أن خسر 0.4% يوم الثلاثاء.
أما اليورو فقد تراجع بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1737 دولار، بعدما ارتفع بنسبة 0.5% في الجلسة السابقة، وذلك في وقت يتوقع فيه أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الخميس، عقب ثماني تخفيضات متتالية، وسط ترقب لقرارات واشنطن بشأن الرسوم الجمركية.
على مستوى السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتين أساسيتين إلى 4.36%، بعد أن تراجعت ثلاث نقاط خلال الجلسة السابقة.
ورغم استمرار انتقادات الرئيس ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لعدم خفضه أسعار الفائدة، أكد الوزير بيسينت أنه لا يوجد ما يدعو باول للتنحي حاليًا، وأن بإمكانه الاستمرار في منصبه حتى مايو المقبل إذا رغب بذلك. وتخشى الأوساط المالية من أن يؤدي تسييس عمل البنك المركزي إلى خفض مفرط للفائدة، الأمر الذي قد يعزز التضخم ويرفع تكاليف الاقتراض على المدى الطويل.
أما في أسواق السلع، فقد انخفض سعر الذهب الفوري بشكل طفيف ليسجل 3,422 دولارًا للأونصة. بينما ارتفعت أسعار النفط بدعم من ارتفاع أسعار الديزل في الولايات المتحدة، حيث تراجعت مخزونات الوقود إلى أدنى مستوياتها لهذا الوقت من العام منذ عام 1996. وارتفع سعر الخام الأمريكي بنسبة 0.4% ليصل إلى 65.60 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام برنت بنسبة 0.4% إلى 68.88 دولارًا للبرميل.
اشترك في النشرة البريدية للحصول على آخر أخبار الأسواق العالمية وتحليلات السوق
احصل على تحليلات أسبوعية ونشرات إخبارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
أدخل عنوان بريدك الإلكتروني اشترك وانضم إلى قناتنا على التلجرام