شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مستفيدة من تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الشهر، وسط ترقب البيانات الاقتصادية المرتقبة التي قد تقدم رؤى أوضح بشأن السياسة النقدية لأكبر اقتصاد عالمي.
سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.1% ليصل إلى 2642.42 دولار للأونصة بحلول الساعة 01:03 بتوقيت غرينتش، بعد تراجعه بنحو 1% في جلسة أمس الاثنين. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتصل إلى 2665.30 دولار، وفقاً لما أوردته “رويترز”.
تصريحات “والر” تعزز التوقعات
صرّح عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، أن توقعات انخفاض التضخم إلى النسبة المستهدفة عند 2% تدفعه حالياً لدعم خفض إضافي لأسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر الجاري. وجاءت هذه التصريحات لتعزز احتمالات خفض الفائدة بنسبة تصل إلى 75% خلال اجتماع البنك المركزي المقرر عقده في 17 و18 ديسمبر.
ويعد الذهب من الأصول التي تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة، نظراً لكونه لا يدر عائداً ثابتاً، مما يدعم جاذبيته لدى المستثمرين في ظل بيئة نقدية متساهلة.
تصفح أيضاً: أسعار الذهب أمام مفترق طرق: بين استعادة القمم ومخاطر الفيدرالي الأمريكي
بيانات أميركية وجيوسياسية تلقي بظلالها
فيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، أظهرت مؤشرات التصنيع في الولايات المتحدة انكماشاً بوتيرة معتدلة خلال شهر نوفمبر، مع تسجيل نمو في الطلبات للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر، وانخفاض ملحوظ في أسعار المدخلات الصناعية.
أما على الصعيد الجيوسياسي، فقد شهد جنوب لبنان غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف عشرات المواقع في لبنان، مما أثار موجة من المخاوف الجيوسياسية وأسهم في دعم أسعار الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً خلال فترات الأزمات.
المعادن النفيسة الأخرى
إلى جانب الذهب، سجلت الفضة ارتفاعاً بنسبة 0.3% لتصل إلى 30.60 دولار للأونصة، بينما استقر البلاتين عند 946.60 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 985.86 دولار للأونصة.
أسعار الذهب بين السياسة والاقتصاد
يستمر الذهب في لعب دوره كملاذ آمن يجذب المستثمرين في أوقات التقلبات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، مدعوماً بآمال خفض الفائدة الأميركية ووسط ترقب حذر لتطورات المشهد الاقتصادي والجيوسياسي العالمي.