بدأت عملات الميم على شبكة سولانا شهر مارس بارتفاعات ملحوظة، حيث شهدت زيادة كبيرة في قيمتها السوقية بعد التراجع الذي مرّت به. في هذا السياق، ارتفعت القيمة الإجمالية لجميع عملات الميم التي تتبعها منصة “كوين جيكو” بنسبة 4.5%، ليصل مجموعها إلى 9.04 مليار دولار. وعلى الرغم من هذا الانتعاش، ما زالت هذه العملات بعيدة عن تسجيل أرقامها القياسية التي بلغت 25 مليار دولار في وقت سابق.
وقد شهدت بعض العملات مثل “أوفيشال ترامب” زيادة كبيرة بنسبة 18.1%، بينما سجلت عملات أخرى مثل “دوجويفهات” و”بودجي بنغوينز” و”آي 16 زد” و”فارت كوين” و”بنيت ذا سكويرل” ارتفاعات تتجاوز 15% خلال الـ24 ساعة الماضية. ومع ذلك، تبقى جميع هذه العملات أقل بكثير من أعلى مستوياتها التاريخية. هذا الارتفاع يأتي في وقت يسود فيه نوع من الاستقرار النسبي في أسواق العملات المشفرة والأسواق المالية عموماً بعد التذبذب الكبير الذي شهدته هذا الأسبوع.
تصفح أيضاً: البيتكوين مرشحة للانتعاش مع بلوغ الخسائر مستوى غير مسبوق
لقد شهدت أسواق العملات المشفرة بشكل عام ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، حيث ارتفع سعر “بيتكوين” ليصل إلى 85,000 دولار، وتجاوز “إيثريوم” حاجز 2,215 دولار. ومن جهة أخرى، شهدت العملات ذات القيمة السوقية الكبيرة مثل “سولانا” قفزات بنسبة 10%، مما يعكس حالة التفاؤل التي تسود الأسواق في الوقت الراهن. فالتوجه العام يشير إلى أن المستثمرين قد عمدوا إلى شراء الأصول المنخفضة القيمة بعد التراجعات الكبيرة، وهو ما يعكس حالة من التفاؤل المبدئي.
من جهة أخرى، يبدو أن هناك تحسناً في الحالة الاقتصادية العامة، حيث ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ. فقد سجل مؤشر “داو جونز” ارتفاعًا بأكثر من 600 نقطة، في حين أن المؤشرات الأخرى مثل “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100″ و”راسل 2000” شهدت زيادة بنسبة تتجاوز 1%. ويرتبط هذا التحسن في أسواق الأسهم بشكل وثيق مع التفاؤل بشأن خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يساعد في تعزيز الثقة في الأصول العالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
لكن رغم هذا التفاؤل، لا تزال هناك عدة مخاطر تحيط بعالم عملات الميم، ما يثير القلق بشأن استدامة هذا الانتعاش. أولاً، هناك احتمال أن يكون هذا الارتفاع مجرد “انتعاش مؤقت” أو كما يُعرف بـ “القفزة المؤقتة” (Dead Cat Bounce)، وهي حالة تحدث عندما يتعافى الأصل الهابط بشكل مؤقت بسبب عمليات شراء لبعض المستثمرين، ليعود بعدها إلى الانخفاض.
ثانيًا، يجب التنبيه إلى أن كبار المستثمرين قد باعوا جزءًا كبيرًا من ممتلكاتهم في عملات الميم على سولانا. فعلى سبيل المثال، تشير البيانات إلى أن كبار المستثمرين في عملة “دوجويفهات” قد تخلوا تماماً عن ممتلكاتهم. وتكررت نفس الظاهرة مع العديد من العملات الأخرى، مما يثير مخاوف بشأن عمليات احتيال من نوع “راغ بول” التي قد تؤدي إلى تراجع آخر في قيمتها.
ثالثًا، من المهم الإشارة إلى المخاطر الاقتصادية الكبرى التي قد تؤثر على استقرار هذه العملات. فقد تراجع مؤشر “الخوف والطمع” الخاص بالعملات المشفرة إلى مستوى 25، ما يعكس حالة من الحذر والقلق في الأسواق. وفي نفس السياق، أظهر مؤشر “الخوف والطمع” الأوسع نطاقًا، الذي يتتبع سوق الأسهم بشكل عام، انخفاضاً إلى مستوى 18، وهو ما يشير إلى تزايد القلق في الأسواق المالية بشكل عام.
ويأتي هذا في وقت حساس، حيث أن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة قد يزداد تعقيدًا في ظل التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على عدد من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
