في تطور لافت في سوق الأصول الرقمية، كشفت بيانات حديثة عن انخفاض واضح في عدد المحافظ الكبرى المحتفظة بعملة بيتكوين، يقابله ارتفاع ملحوظ في عدد المحافظ التي تضم كميات ضخمة من الإيثريوم، الأمر الذي أثار تكهنات واسعة حول احتمال انطلاق دورة جديدة تقودها العملات البديلة وفي مقدمتها الإيثريوم.
ووفقاً لما نشرته منصة “سانتيمنت” المتخصصة في تحليلات البلوكشين بتاريخ 29 يوليو، تراجعت المحافظ التي تحتوي على ما لا يقل عن 1000 بيتكوين بنسبة 1.61% خلال الأسبوعين الماضيين. في المقابل، شهد عدد المحافظ التي تحتفظ بما لا يقل عن 10 آلاف وحدة من الإيثريوم ارتفاعاً بنسبة 8%، مما يعكس تغيراً واضحاً في سلوك كبار المستثمرين.
وفي السياق ذاته، أفاد المحلل الشهير علي مارتينيز، عبر منشور على منصة X في اليوم نفسه، بأن بعض أكبر حاملي الإيثريوم قاموا بتجميع أكثر من 220 ألف وحدة من العملة خلال 48 ساعة فقط، وهو ما يعادل حوالي 840 مليون دولار أميركي. هذا النشاط المكثف أعاد إلى الواجهة فرضية التحول الرأسمالي من بيتكوين نحو الإيثريوم، وهي ظاهرة كثيراً ما تسبق انطلاق دورة العملات البديلة.
ومع ذلك، فإن البيانات المتوفرة على السلسلة لا تشير إلى عمليات بيع واسعة لعملة بيتكوين لصالح شراء الإيثريوم. وأكد تحليل مستقل للخبير كارميلو أليمان من منصة “كريبتوكوانت” أن ارتفاع قيمة الإيثريوم لا يعود إلى تحويل السيولة من بيتكوين، بل إلى دخول رؤوس أموال جديدة إلى منظومة الإيثريوم. وأضاف أليمان أن بيتكوين لا تزال تستقطب تدفقات رأسمالية قياسية، إذ بلغ رأس مالها المحقق مستوى غير مسبوق عند 1.018 تريليون دولار، وهو ما يعكس استمرار حالة التراكم والاستثمار طويل الأمد.
ويُظهر الأداء السعري في الأسابيع الأخيرة تفوقاً للإيثريوم على حساب بيتكوين. ففي وقت إعداد التقرير، بلغ سعر الإيثريوم 3,805 دولارات، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 52% خلال الثلاثين يوماً الماضية، و2% خلال الأسبوع الأخير. أما بيتكوين فقد ارتفعت بنسبة 9% خلال الشهر و0.6% فقط خلال الأسبوع، مستقرة عند مستوى 117,966 دولاراً.
وعلى الرغم من أن بيتكوين لا تزال تحظى بطلب مؤسسي قوي، فإن وتيرة تدفق رؤوس الأموال نحو الإيثريوم تسجل نمواً أسرع، مدفوعة بزيادة ملحوظة في أرصدة الشركات من الإيثريوم، فضلاً عن التدفقات المتواصلة نحو صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة به. ويرجح مراقبون أن هذه العوامل ستواصل تعزيز قيمة الإيثريوم في الأشهر المقبلة.
من جهة أخرى، وفي واقعة منفصلة تعكس تصاعد جهود السلطات الأميركية في مكافحة الاحتيال الرقمي، أقر المواطن الأميركي فينسنت أنطوني ماتزوتا جونيور، بتورطه في عملية احتيال استهدفت مستثمرين بمبلغ 13 مليون دولار أميركي، مستغلاً روبوتات تداول زائفة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى اختلاق وكالة حكومية وهمية تدعى “الاحتياطي الفيدرالي للعملات الرقمية”.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة العدل الأميركية، يواجه ماتزوتا عقوبة قد تصل إلى 15 عاماً من السجن الفيدرالي، منها 10 سنوات بتهمة غسل الأموال و5 سنوات بتهمة التآمر لعرقلة العدالة. ويُنتظر أن يحدد القاضي العقوبة النهائية في وقت لاحق وفقاً للإرشادات الفيدرالية.
وقد اعترف ماتزوتا في المحكمة باستخدام أسماء مستعارة مثل “فينسنت ميدنايت” و”ديلتا برايم” و”المدير فينتشينزو” لتشغيل منصات استثمارية مزيفة مثل “مايند كابيتال” و”كلاود 9 كابيتال”، والتي وعدت المستثمرين بأرباح سريعة من خلال روبوتات تداول مؤتمتة. إلا أن الأموال التي جمعها لم تُستثمر فعلياً، بل استُخدمت في تمويل نمط حياة فاخر شمل استئجار طائرات خاصة، والإقامة في فنادق فاخرة، وتأجير قصور، وتوظيف حراس أمن خاصين.
وأظهرت وثائق المحكمة أن ماتزوتا وشركاءه لجأوا إلى استخدام أدوات تمويه رقمية لغسل الأموال، في محاولة لإخفاء مسار الأموال المسروقة. ومع انهيار تلك المنصات وتزايد شكاوى المستثمرين، لجأ ماتزوتا إلى تأسيس كيان وهمي جديد باسم “الاحتياطي الفيدرالي للعملات الرقمية”، حيث فرض على الضحايا رسوماً إضافية بزعم توظيف هذا الكيان للتحقيق في اختفاء أموالهم، ما أدى إلى إعادة الاحتيال عليهم مجدداً.
وفي محاولة منه للتغطية على أنشطته، قام ماتزوتا بتدمير جهاز آيباد يحتوي على أدلة، والتلاعب بالوثائق الرسمية، وتزوير سجلات شركة “رانوِي بيوتي إنك” التي كان يديرها. وقد تم الكشف عن لائحة الاتهام الموسعة بحقه في ديسمبر 2023، حيث أنكر التهم في البداية قبل أن يعترف لاحقاً بجريمتي غسل الأموال والتآمر لعرقلة سير العدالة.
ويأتي هذا التطور في إطار حملة متصاعدة تنفذها الجهات الفيدرالية الأميركية لمكافحة الاحتيال في مجال العملات المشفرة، شملت مؤخراً الحكم على دواين غولدن بالسجن لمدة 97 شهراً، بعد إدانته بتأسيس منصات استثمار احتيالية مثل EmpowerCoin وECoinPlus، والتي استغلها في تنفيذ مخطط هرمي بقيمة 40 مليون دولار، واستخدم جزءاً من الأموال لسداد المستثمرين القدامى والتربح الشخصي، مع محاولة للتستر على الأدلة وتقديم معلومات مزيفة للمحققين.
اشترك للحصول على أخبار وتحليلات سوق العملات الرقمية
تحليل أسبوعي وأخبار منتقاة تصلك إلى بريدك الإلكتروني
اشترك الآن
اشترك في نشراتنا المجانية