تأرجحت الأسهم الآسيوية اليوم الثلاثاء في ظل تمسّك الدولار بمكاسبه، فيما يترقّب المستثمرون سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع، التي من المتوقع أن تشهد خفضاً للفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بينما يبقي بنك اليابان على سياسته الحالية دون تغيير.
وحافظت عملة “البيتكوين”، كبرى العملات المشفّرة عالمياً، على استقرارها بالقرب من مستوياتها القياسية، بعدما لامست مستوى 107,821 دولاراً أمس الاثنين، لتُسجّل آخر تداولاتها عند 106,572 دولارًا.
ويأتي هذا الأداء في سياق ارتفاع قوي لسوق العملات المشفّرة منذ الانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي، مع تزايد التوقعات بتوجّه إدارة ترامب المقبلة نحو سياسات تنظيمية أكثر مرونة. وحققت البيتكوين قفزة بنسبة 150% منذ بداية العام 2024.
وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الأسترالية بنسبة 0.82%، بينما تراجع مؤشر “نيكاي” الياباني بنسبة 0.15%.
في المقابل، سجلت أسهم تايوان التقنية مكاسب بنسبة 0.3%. وبالرغم من التذبذب، فإن مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية خارج اليابان تراجع بنسبة 0.3% لكنه لا يزال في طريقه لتحقيق مكاسب سنوية بنحو 10%، وهي أقوى نسبة منذ 2020.
أما الأسواق الأوروبية، فقد أشارت العقود الآجلة إلى افتتاح متواضع، حيث تراجعت عقود “يورو ستوكس 50” بنسبة 0.16%، وعقود مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 0.06%، فيما انخفضت عقود مؤشر “فوتسي” البريطاني بنسبة 0.24%.
وفي الصين، أظهرت البيانات تباطؤًا ملحوظاً في الاستهلاك خلال نوفمبر، ما دفع أسواق الأسهم نحو الهبوط. وانخفض مؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ بنسبة 0.6%، بينما تراجعت الأسهم الصينية في البرّ الرئيسي بنسبة 0.57%. وفي هذا السياق، أشار المحلل توني سيكامور إلى أنّ “السوق الصينية بحاجة ماسة إلى إجراءات تحفيزية إضافية”، مؤكدًا أن سوق الإسكان لا يزال هشاً رغم السياسات الداعمة مؤخراً.
. وتوقع سيكامور ألا تُتخذ خطوات إضافية قبل الكشف عن تفاصيل التعريفات الأمريكية الجديدة على الصين مطلع العام المقبل.
من ناحية أخرى، وافقت القيادة الصينية الأسبوع الماضي على رفع العجز في الميزانية إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المقبل، وهو أعلى مستوى مسجّل على الإطلاق، مع التمسك بهدف تحقيق نمو اقتصادي يقارب 5%.
وفي كوريا الجنوبية، واصل مؤشر “كوسبي” خسائره، مسجّلاً تراجعاً بنسبة 0.57%، ما جعله السوق الأسوأ أداءً في آسيا هذا العام، مع هبوط سنوي بلغ نحو 7%، وسط اضطرابات سياسية أعقبت عزل الرئيس يون سوك يول مؤخراً.
وعلى صعيد السياسات النقدية، تجتمع هذا الأسبوع بنوك مركزية في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا والسويد والنرويج وإندونيسيا وتايلاند.
وتُرجّح التوقعات أن يحافظ بنك اليابان وبنك إنجلترا ونورغس بنك وبنك تايلاند على سياساتهم الحالية، بينما يُتوقع أن يخفض البنك المركزي السويدي أسعار الفائدة. من جهته، قد يرفع بنك إندونيسيا الفائدة لدعم الروبية التي شهدت تراجعًا إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر.
ويبقى التركيز منصبّاً على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يُتوقع أن يُعلن عن خفض بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، فيما تترقب الأسواق التوقعات المستقبلية للسياسة النقدية.
تصفح أيضاً: بنك اليابان يميل إلى تثبيت أسعار الفائدة مع مراقبة دقيقة للأوضاع الاقتصادية
وأظهرت بيانات أداة “CME FedWatch” أنّ الأسواق تُقدّر احتمالًا بنسبة 37% بعدم تنفيذ المزيد من الخفض في أسعار الفائدة خلال 2025، أو الاكتفاء بخفض واحد فقط.
وفي هذا الإطار، صرّحت شارون شانانا، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في “ساكسو بنك”، بأنّ الأسواق ستبحث عن إشارات حول “خفض حذر”، موضحة أن الفيدرالي قد يُظهر نبرة متحفّظة بشأن وتيرة التخفيضات المقبلة من خلال توقعاته أو تصريحات رئيسه جيروم باول.
وبيّنت أن التوقعات السابقة أشارت إلى 4 تخفيضات بواقع 100 نقطة أساس خلال 2025، لكن هذه التقديرات قد تتقلّص إلى 3 أو حتى تخفيضين فقط بفعل مخاطر التضخم المستمرة.
وفي أسواق العملات، ظلّ مؤشر الدولار مستقراً عند 106.88 نقطة، متجهًا نحو تحقيق مكاسب سنوية بنسبة 5%. وواصل الين الياباني تراجعه إلى 154.11 مقابل الدولار، وسط توقعات ببقاء أسعار الفائدة اليابانية دون تغيير هذا الأسبوع.
وفي المقابل، استقرّ اليورو عند 1.0507 دولار، مسجلًا تراجعًا سنويًا يقارب 5%، فيما حافظ الجنيه الإسترليني على مستواه عند 1.2677 دولار.
أما في أسواق السلع، فقد تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف وسط مخاوف متجددة بشأن الطلب الصيني، مع اقتراب إعلان الاحتياطي الفيدرالي قراراته. وانخفضت عقود الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.11% إلى 70.63 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام “برنت” بنسبة 0.04% إلى 73.88 دولارًا للبرميل.
وفي سوق المعادن، انخفض الذهب بنسبة 0.1% إلى 2,650.38 دولار للأونصة، لكنه لا يزال مهيّأ لتحقيق مكاسب سنوية بنسبة 29%، وهي الأقوى منذ عام 2010.