ارتفعت مؤشرات الأسهم الآسيوية، اليوم الثلاثاء، مسجّلةً مكاسب ملحوظة، مع بلوغ الأسهم اليابانية مستوى قياسياً تاريخياً، مدفوعة بتمديد الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، في وقت يتجه فيه اهتمام المستثمرين إلى تقرير التضخم الأميركي المرتقب لتحديد مسار أسعار الفائدة مستقبلاً.
وسجّل مؤشر الأسهم الأسترالية (.AXJO) ارتفاعاً طفيفاً، فيما شهد الدولار الأسترالي تقلبات عقب قرار بنك الاحتياطي الأسترالي، المتوقع سلفاً، بخفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع ربع نقطة مئوية إلى 3.60%، وهو أدنى مستوى له منذ عامين
. وجاء تمديد الهدنة الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم لمدة 90 يوماً ليعزز المعنويات في المنطقة، بعدما حال دون فرض رسوم جمركية ثلاثية الأرقام على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. كما أشارت العقود الآجلة الأوروبية إلى افتتاح تداولات مرتفع، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.15%.
وفي الأسواق الآسيوية، صعد مؤشر نيكاي الياباني (.N225) إلى مستوى قياسي غير مسبوق، مدعوماً بمكاسب قوية لأسهم التكنولوجيا، وتجدد التفاؤل بشأن آفاق التجارة مع الولايات المتحدة. كما ارتفع مؤشر الأسهم الصينية القيادية (.CSI300) بنسبة 0.5%، بينما استقر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ (.HIS) عند مستويات شبه ثابتة
. وارتفع كذلك مؤشر MSCI الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان (.MIAPJ0000PUS) بشكل طفيف.
وعلى مدار العام الجاري، شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تبادلاً للرسوم الجمركية، بلغ ذروته بسلسلة من المحادثات التي جرت منذ مايو الماضي في جنيف ولندن وستوكهولم، وركزت على خفض الرسوم الانتقامية من مستوياتها الثلاثية الأرقام. وقال مارك فيلان، رئيس الاستثمار في شركة Lucerne Asset Management، إن تمديد الهدنة الجمركية كان متوقعاً إلى حد كبير، وهو ما يفسر محدودية رد فعل الأسواق.
ويمهّد هذا التمديد الطريق أمام المستثمرين للتركيز على أسبوع حافل بالأحداث، تتصدره بيانات التضخم الأميركية والقمة الأولى بين قادة الولايات المتحدة وروسيا منذ يونيو
2021. ومن المقرر صدور بيانات التضخم الاستهلاكي الأميركي في وقت لاحق اليوم، وتشير توقعات محللين استطلعت وكالة “رويترز” آراءهم إلى ارتفاع مؤشر الأسعار الأساسي على أساس شهري بنسبة 0.3% في يوليو، مقارنة بـ0.2% في الشهر السابق.
وقال مايك هولاهان، مدير شركة Electus Financial في أوكلاند، إنه يرجّح أن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، نتيجة ضغوط سياسية وضعف بيانات سوق العمل، إلا أن الأمر سيصبح معقداً إذا بدأت معدلات التضخم في الارتفاع مجدداً
. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وجّه انتقادات متكررة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا العام لعدم خفض أسعار الفائدة، ورغم تكهنات بإمكانية إقالته، أكد ترامب أنه سيبقى على الأرجح في منصبه.
ويرى محللون أن أي ارتفاع مفاجئ في بيانات التضخم قد يدفع الأسواق لتوخي الحذر في توقعاتها بشأن خفض الفائدة هذا العام، في وقت تسعّر الأسواق حالياً خفضين للفائدة في 2025، بينما تتوقع “جي بي مورغان” أربع تخفيضات متتالية بدءاً من سبتمبر
. وفي أسواق السلع، سجل الذهب في أحدث تداولاته 3,353 دولاراً للأوقية، بعد أن انخفض نحو 1.6% يوم الاثنين، إثر إعلان ترامب عدم فرض رسوم على سبائك الذهب المستوردة.
أما أسعار النفط، فقد ارتفعت بشكل طفيف.
وفي أسواق العملات، حافظ الدولار الأميركي على استقراره أمام اليورو والين، فيما تراجعت عملة “بتكوين” بشكل طفيف إلى 118,680 دولاراً، وارتفع “الإيثريوم” بنسبة 1% إلى 4,290 دولاراً.