ارتفعت الأسهم العالمية بشكل طفيف اليوم الخميس، بينما سجل اليورو تحسناً ملحوظاً قبيل اتخاذ البنك المركزي الأوروبي قراراً بشأن السياسة النقدية. وقد دعمت البيانات التضخم الأمريكية توقعات المستثمرين من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.
في يوم حافل بقرارات البنوك المركزية، انخفض الفرنك السويسري بعد أن قام البنك الوطني السويسري بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو أكبر خفض له منذ ما يقارب عشرة أعوام، مما أثر سلباً على العملة. وقد كانت الأسواق العالمية قد توقعت بالفعل احتمالية عالية لهذا الخفض قبل اجتماع اليوم الخميس.
كما تراجعت قيمة الدولار أمام مجموعة من العملات، حيث قام المستثمرون بجني الأرباح من قوة السوق قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ارتفع كما كان متوقعًا في شهر نوفمبر الماضي.
سجل مؤشر “STOXX 600” الأوروبي ارتفاعاً طفيفاً، في حين شهدت الأسهم السويسرية ارتفاعاً حاداً بعد قرار البنك الوطني السويسري بخفض الفائدة. أما العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، فقد انخفضت بنسبة 0.1-0.2%.
في الأسواق الأمريكية، سجل مؤشر “ناسداك” ارتفاعًا بنسبة 1.8% ليغلق فوق مستوى 20,000 نقطة لأول مرة، بينما ارتفع مؤشر “S&P 500” بنسبة 0.8%.
وقال كريس ويستون، رئيس قسم البحوث في “Pepperstone”: “أدى تقرير التضخم الأمريكي إلى إشعال حركة في سوق الأسهم الأمريكية، حيث باتت الأسواق في وضع أفضل بعد أن تلاشت واحدة من آخر العوائق التي كانت قد تعيق المعنويات، ما يمنح المستثمرين مجالاً أكبر للمراهنة على العوائد المتوقعة حتى نهاية العام”.
وبالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، تزايدت الرهانات على خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في 18 ديسمبر، حيث بلغت احتمالات هذا الخفض 97%.
من ناحية أخرى، لم يمنع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية من انخفاض الدولار بشكل طفيف من أعلى مستوياته التي بلغها منذ أسبوعين، بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع العجز في الموازنة الأمريكية.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتين أساسيتين لتصل إلى 4.291%، مما يشير إلى زيادة تصل إلى 14 نقطة أساس هذا الأسبوع، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ أواخر أكتوبر الماضي.
فيما يتعلق بالبنوك المركزية، عكس الدولار خسائره الأولية أمام الين الياباني ليبقى مستقراً عند 152.46 ين، وذلك بعد أن أفادت وكالة “رويترز” بأن صانعي السياسة في بنك اليابان المركزي يميلون إلى تأجيل رفع الفائدة في اجتماع 19 ديسمبر، وانتظار المزيد من البيانات بشأن الأجور في بداية العام المقبل.
في الوقت ذاته، سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا كبيرًا مدفوعًا ببيانات التوظيف القوية غير المتوقعة، حيث تعافى من الضعف الذي شهدته العملة يوم الأربعاء إثر تقرير من “رويترز” يفيد بأن بكين قد تسمح لليوان بمزيد من التراجع العام المقبل.
أما اليوان الصيني فقد حافظ على استقراره فوق أدنى مستوى له خلال أسبوع، بعد أن أبقى البنك المركزي الصيني نقطة المنتصف الرسمية للعملة ثابتة، ليتم تداوله عند 7.268، مما أدي إلى انخفاض الدولار بنسبة 0.18% في التعاملات الخارجية.
من جهة أخرى، انخفض الفرنك السويسري بنسبة 0.5% ليصل إلى 0.888 مقابل الدولار، بعد قرار البنك الوطني السويسري، في حين سجل الفرنك تراجعًا بنسبة 0.7% أمام اليورو ليصل إلى 0.9339.
تصفح أيضاً: الدولار الأمريكي يترقب بيانات التضخم الأمريكية وسط ضغوط على العملات العالمية
وفي تعليق على القرار، قال كارستن يونياس، كبير الاقتصاديين في بنك “J Safra Sarasin”: “كان خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قرارًا صائبًا، حيث أن مخاطر التضخم في الاتجاه الهبوطي، والنمو الاقتصادي دون المستوى المتوقع، في حين أن صادرات سويسرا تواجه مشكلات هيكلية ودورية”.
وفيما يخص اليورو، فقد ارتفع بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.0509 دولار بعد أن سجل أدنى مستوى له خلال أسبوع في التعاملات الليلية. ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة لمنطقة اليورو بمقدار 25 نقطة أساس في وقت لاحق اليوم.
سيظل تركيز المتداولين منصبًا على ما ستقوله رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد بشأن التوقعات المتعلقة بالنمو والتضخم في الأشهر المقبلة، وذلك في ظل عدم الاستقرار السياسي في فرنسا وألمانيا حاليًا، بالإضافة إلى خطر فرض التعريفات الجمركية من قبل الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة دونالد ترامب.
وفيما يخص الذهب، فقد تداول لفترة قصيرة عند أعلى مستوى له في أكثر من شهر، مدفوعاً بالتوقعات الخاصة بمزيد من خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وهبوط العوائد على السندات. واستقر الذهب عند 2,717.25 دولاراً للأوقية بعد أن وصل إلى 2,725.79 دولارًا لأول مرة منذ 6 نوفمبر.
واستمرت أسعار النفط في الارتفاع هذا الأسبوع، ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 0.35% لتصل إلى 73.77 دولاراً للبرميل، في حين ارتفعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 0.3% لتصل إلى 70.50 دولاراً.