بسبب فشل بنك سليكون فالي، تتجه البنوك الأمريكية الإقليمية في الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوة لم تكن متوقعة قبل عام، وهي بيع السندات بخسارة. حالة الذعر التي أثارها بنك سليكون فالي عند القيام بذلك أثرت بشدة على المستثمرين والمودعين.
لكن الوضع الحالي يختلف، حيث أن البنوك الإقليمية ليست بصدد بيع السندات ذات العائد المنخفض لتلبية احتياجات المودعين، بل تتخذ هذه الخطوة استعدادًا لتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. تتطلع البنوك إلى استخدام جزء من عائدات مبيعات السندات لشراء سندات جديدة من المتوقع أن تحقق أداءً جيدًا في بيئة الفائدة المنخفضة على المدى القريب.
اقرأ أيضاً: فهم استراتيجيات التناوب في سوق الأسهم: تحليل العوامل المؤثرة.
في هذا السياق، قال فيدي ستريكلاند، محلل أبحاث الأسهم في مجموعة هوفدي، إن أمناء صناديق البنوك سيستثمرون في السندات طويلة الأجل حتى في ظل بيئة الفائدة المنخفضة، مشيرًا إلى أنهم لا يزالون يتوقعون عوائد جيدة.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من البنوك الأمريكية الإقليمية قد أعلنت مؤخرًا عن مبيعات كبيرة للسندات، مثل مجموعة الخدمات المالية PNC ومقرها بيتسبرغ وTruist ومقرها شارلوت، وهما من بين أكبر عشرة بنوك مقرضة في الولايات المتحدة، إلى جانب Regions وWebster. من المتوقع أن تحذو بنوك أخرى حذوها في المستقبل القريب.
PNC، على سبيل المثال، تكبدت خسائر تصل إلى نصف مليار دولار من مبيعات سنداتها، لكنها أعادت استثمار العائدات في أوراق مالية ذات عوائد أعلى، مما يعزز من ثقتها في تحقيق نتائج إيجابية في صافي دخل الفوائد العام المقبل. من ناحية أخرى، تكبدت شركة Truist خسارة قدرها 5.1 مليار دولار بعد الضرائب عند بيع سندات بعائد 2.80%، حيث أعادت استثمار العائدات في سندات جديدة بعائد 5.27%. كما توقعت الشركة زيادة بنسبة 2% إلى 3% في صافي دخل الفوائد في الربع القادم.
كما تكبدت شركة Regions خسارة قبل الضرائب قدرها 50 مليون دولار نتيجة استبدال سندات بقيمة مليار دولار، ووصفت هذه الخطوة بـ”إعادة التمركز” التي تعتبرها “استخدامًا جيدًا لرأس المال”. وصرح المدير المالي للبنك، ديفيد تورنر، بأن Regions قد تبحث في فرص لبيع المزيد من السندات في المستقبل.
أما بنك Webster، الذي باع بعض السندات، فقد تكبد خسارة بعد الضرائب قدرها 38.7 مليون دولار خلال الربع. بالرغم من استبداله للسندات بأسعار عوائد أعلى، خفض البنك توقعاته لصافي دخل الفوائد هذا العام بمقدار 60 مليون دولار إلى 80 مليون دولار، نظرًا لتوقعات بارتفاع تكاليف الودائع وانخفاض عوائد القروض.
على الرغم من أن بعض البنوك الإقليمية لا تتخذ نفس الخطوات، فإن التحديات المتعلقة باتجاه أسعار الفائدة لا تزال تشكل ضغطًا على العديد منها، خاصة مع استمرار تكاليف الودائع المرتفعة والمقترضين المتعثرين.
تجددت المخاوف هذا الأسبوع مع إعلان بنك نيويورك كوميونتي بانكورب (NYCB) عن خسارة في الربع الثاني. رغم أن سهم البنك تراجع ثم تعافى، إلا أنه لا يزال من أسوأ الأسهم أداءً هذا العام، مما يشير إلى القلق المستمر بشأن تعرض بعض البنوك الإقليمية لمشاكل في القطاع العقاري التجاري.
تأمل البنوك الأمريكية الإقليمية أن تعود قيمة القروض في ميزانياتها إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، مما سيؤدي بدوره إلى خفض تكاليف الودائع. ووفقًا لمحللة التصنيفات في موديز، ميغان فوكس، فإن التغير في أسعار الفائدة سيكون له تأثير كبير على الربحية. سيختلف تطور هذه الديناميكيات بشكل كبير بين البنوك، لذلك يعتبر شراء السندات الجديدة حاليًا أحد الخيارات الأكثر أمانًا التي يمكن للمقرضين اتخاذها قبل التعديلات المتوقعة في أسعار الفائدة.