سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى لها في أكثر من 11 أسبوعًا خلال تداولات يوم الأربعاء، مقتربة من الذروة التي حققتها العام الماضي، مدفوعة بالطلب على الملاذات الآمنة نتيجة حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية وضعف الدولار وفقا لموقع انفستنغ.
وفي هذا السياق، قال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في OANDA لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: “ما زالت هناك حالة من الغموض بشأن توقيت تنفيذ ترامب لسياساته التجارية مع الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة، مما يخلق حالة من عدم اليقين بشأن اتجاه الدولار، وهو العامل الأساسي الذي يدفع أسعار الذهب للارتفاع على المدى القصير”.
ويزيد ضعف الدولار من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين في العملات الأخرى. كما يُنظر إلى الذهب كأداة استثمارية آمنة في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي.
تصفح أيضاً: سعر النفط يستكمل تشكيل نموذج سلبي – التوقعات لليوم 22-01-2025
وقد تعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي، وأشار إلى أن إدارته تدرس فرض رسوم بنسبة 10% على السلع الصينية بداية من فبراير المقبل.
مع ذلك، قد تتراجع جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم إذا أدت السياسات التضخمية المحتملة لترامب إلى إبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يقلل من جاذبية الذهب كونه لا يحقق عوائد.
وفي الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعًا لمراجعة سياسات الإدارة الجديدة وقرارات البنك المركزي المتعلقة بأسعار الفائدة. ورغم تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في السابق، إلا أن بعض التوقعات تشير إلى أن البنك قد يبقي على سعر الفائدة القياسي دون تغيير.
وفي هذا السياق، قالت ANZ في مذكرة لها: “إن حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلي والسياسات التجارية، إلى جانب احتمالية تدهور الوضع المالي، تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث تدعم مشتريات البنوك المركزية الطلب، ويتوقع أن يعزز الطلب الاستثماري هذا الاتجاه”.
وخلال تداولات يوم الثلاثاء، سجل الذهب مكاسب إضافية بفضل ضعف الدولار، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.4% إلى 2759.20 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2024.
كما ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 2,751.89 دولار للأوقية، قريبًا من ذروته القياسية البالغة 2,790.15 دولارًا التي سجلها في أكتوبر الماضي.