دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة في إطار حربها المستمرة على المدنيين في قطاع غزة، مُجدداً تأكيده على أن الحل السياسي يجب أن يكون الأولوية القصوى للخروج من الأزمة التي تخيم على المنطقة منذ أكثر من عام.
جاءت هذه الدعوة في مقابلة مع “فرانس إنتر”، حيث أعرب ماكرون عن قلقه إزاء تصاعد التوترات وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي تصريحاته، قال ماكرون: ” أعتقد أن الأولوية اليوم تكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات، مع وقف تسليم الأسلحة التي تسهم في تأجيج النزاع في قطاع غزة”.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تتخذ قرارًا بتوجيه ضربات لإيران وتستعد على مختلف الجبهات
وأشار إلى أن بلاده لا تشارك في أي صادرات عسكرية إلى إسرائيل حالياً، مؤكداً أن هذه السياسة مستمرة في إطار جهود فرنسا لتحقيق التهدئة.
تتماشى تصريحات الرئيس الفرنسي مع توجهات دولية متزايدة تدعو إلى وقف تسليم الأسلحة في ظل ما وصفه ماكرون بــ” الوضع المتفاقم” في غزة، إذ انضمت بريطانيا في سبتمبر الماضي إلى هذه الدعوات عبر تعليقها 30 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل من أصل 350، مشيرة إلى وجود خطر واضح من استخدام هذه الأسلحة في انتهاكات إسرائيل الخطيرة للقانون الإنساني الدولي.
كما يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً متزايدة من قبل بعض المشرعين الأمريكيين لتعليق تصدير أنواع معينة من القنابل والأسلحة الأخرى لإسرائيل، خاصة في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة، والتي يقول محللون أنها تزيد من تعقيد جهود السلام في المنطقة.
وفي سياق آخر، حذر ماكرون من أن لبنان قد يصبح ساحة صراع جديدة في ظل العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد حزب الله.
كما وشدد ماكرون على أهمية “تجنب التصعيد” في لبنان، محذراً ن أن الشعب اللبناني “لا يمكن أن يصبح ضحية جديدة لهذا النزاع”، مشيراً إلى أن تحول لبنان إلى “غزة جديدة” سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي.
وفي هذا البيان، أعرب ماكرون عن أسفه لاستمرار الصراع في غزة رغم الجهود الدبلوماسية التي بذلتها فرنسا والعديد من الأطراف الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، معتبراً أن عدم الاستجابة لهذه الجهود يعد “خطأ استراتيجياً “سيؤثر سلباً على أمن إسرائيل في المستقبل.
وأضاف ماكرون ” لقد كررت هذه الرسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعتقد أن تجاهل هذه الدعوات يشكل خطأ جسيماً، ليس فقط على مستوى العلاقات الدبلوماسية، ولكن أيضاً على أمن إسرائيل على المدى البعيد.
وأوضح أن عدم الإصغاء إلى هذه التحذيرات يؤدي إلى تغذية استياء وكراهية في المنطقة، مشدداً على أن استمرار الصراع دون حل سياسي سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات.
من جانبه، رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تصريحات ماكرون بتصريح حاد اللهجة، مؤكداً أن “إسرائيل ستواصل حربها على غزة وأنها ستنتصر بكم أو بدونكم” . وأضاف أن بلاده تقف في مواجهة ” محور الإرهاب” الذي تدعمه إيران، حسب ادعائه، وأضاف أن الدعوات الغربية لحظر تصدير الأسلحة “لن تؤثر على عزيمتنا”، معتبراً أن “صدى عار هذه الدعوات سيتردد لفترة طويلة بعد إنتصار إسرائيل “.
