شهدت العملات الآسيوية استقراراً نسبياً في تداولات الثلاثاء، مع تحركات محدودة وسط أجواء من الترقب وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 يوليو للتوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة، في ظل تهديده بفرض رسوم إضافية.
وفي المقابل، بقي الدولار الأمريكي تحت ضغط متواصل نتيجة توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. كما زادت حدة الضغوط مع الجدل السياسي الدائر حول مشروع قانون ضخم يشمل خفض الضرائب وتقليص الإنفاق، مما أثار مخاوف واسعة من تداعياته على الدين العام الأمريكي وفقا لبيانات انفستنغ.
على صعيد العملات، تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.3% في إشارة إلى تحول المستثمرين إلى تجنب المخاطر في الأسواق. أما الوون الكوري الجنوبي فسجل ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1%، بينما استقر كل من الدولار السنغافوري والروبية الهندية دون تغير ملحوظ.
وفي الصين، حافظ اليوان على استقراره قرب أقوى مستوى له منذ نوفمبر الماضي، مدعوماً ببيانات إيجابية لمؤشر مديري المشتريات. فقد أظهرت بيانات مؤشر “كايشين” يوم الثلاثاء عودة قطاع التصنيع إلى منطقة التوسع خلال يونيو، مستفيداً من الاتفاق المؤقت بين واشنطن وبكين بشأن تخفيف الرسوم الجمركية.
الين الياباني يرتفع وسط توترات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة
من جهته، عزز الين الياباني مكاسبه مقابل الدولار بنسبة 0.2%، وسط لجوء المستثمرين إليه كملاذ آمن، وذلك بعد تصريحات تصعيدية جديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه طوكيو. فقد انتقد ترامب موقف اليابان بشأن واردات الأرز الأمريكي، وهدد برسالة تحذيرية قد تتضمن زيادات جمركية جديدة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تجري فيه مفاوضات تجارية رفيعة المستوى بين واشنطن وطوكيو، دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن. وأكد مسؤولون يابانيون الثلاثاء تمسكهم بإعفاء بلادهم من الرسوم الأمريكية دون المساس بصناعتها الزراعية، رغم الضغط الأمريكي المتزايد. يُذكر أن اليابان تعاني حالياً من نقص حاد في الأرز، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره محلياً بشكل غير مسبوق، وهو ما قد يسهم في ارتفاع معدلات التضخم الغذائي.
اطلع ايضا:انخفاض سعر البيتكوين خلال الساعات القليلة وسط تقلبات حادة في السوق
الدولار يقترب من أدنى مستوياته في 3 سنوات
وفي سياق متصل، تراجع مؤشر الدولار والعقود الآجلة المرتبطة به خلال التداولات الآسيوية، ليقترب من أدنى مستوى له منذ أوائل 2022. ويعزى هذا التراجع إلى توقعات قوية بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث رجح محللو “غولدمان ساكس” أن يتم أول خفض للفائدة في سبتمبر المقبل.
كما أثرت المخاوف المتعلقة بمشروع قانون ترامب الجديد للضرائب والإنفاق على أداء الدولار. فبحسب تحليل مستقل، قد يؤدي المشروع إلى رفع الدين الحكومي الأمريكي بنحو 3.3 تريليون دولار خلال العقد المقبل، في وقت حذر فيه اقتصاديون من أن تأثيره الاقتصادي سيكون محدوداً، في مقابل تفاقم العجز المالي بشكل كبير.