هبط الوون الكوري الجنوبي يوم الخميس إلى أدنى مستوى له منذ 15 عاماً، حيث بلغ 1,448.9 مقابل الدولار الأمريكي في التداولات المحلية بحلول الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش، بعد أن افتتح الجلسة عند 1,453.0 للدولار. ويعد هذا التراجع بنسبة 0.96% عن الجلسة السابقة أدنى مستوى يتم تسجيله منذ مارس 2009، حيث تأثرت العملة الكورية الجنوبية بمجموعة من العوامل، أبرزها السياسة النقدية المتشددة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتوترات السياسية الداخلية.
ووفقاً لرويترز الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة يوم الأربعاء، كما كان متوقعاً، ولكن رئيس الفيدرالي جيروم باول أشار إلى أن أي تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة ستعتمد على التقدم في خفض التضخم المرتفع. وأظهرت التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي أن هناك اتجاهاً لإجراء تخفيضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية خلال العام المقبل، وهو ما يعد أقل من التوقعات التي تم طرحها في سبتمبر.
لم يكن التأثير على الوون مقتصراً فقط على السياسة النقدية الأمريكية، بل زادته تعقيداً التوترات السياسية الداخلية في كوريا الجنوبية. فقد تسببت محاولة الرئيس المخلوع يون سوك يول فرض قانون الطوارئ العسكري لفترة قصيرة هذا الشهر في تأجيج المخاوف من التأثيرات السلبية على الاقتصاد. وبناءً على ذلك، حذر بنك كوريا يوم الأربعاء من أن هذه التطورات قد تزيد من المخاطر الاقتصادية وتؤثر سلبًا على التوقعات الاقتصادية لعامي 2024 و2025.
تراجع الوون بنسبة 3.9% مقابل الدولار الأمريكي حتى الآن في ديسمبر، مما يعني استمراره في التراجع للشهر الثالث على التوالي. وفيما يتعلق بالعام الجاري، سجلت العملة الكورية الجنوبية انخفاضاً بنسبة 11%، لتكون بذلك أسوأ العملات الآسيوية الناشئة أداءً، ما يجعلها تسجل أسوأ سنة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
تصفح أيضاً: اليورو مقابل الدولار يحقق الهدف الممتد – التوقعات لليوم 19 ديسمبر 2024
رداً على هذه التطورات، أكد وزير المالية الكوري الجنوبي أن الحكومة والبنك المركزي سيبذلان جهدًا سريعًا وقويًا في اتخاذ تدابير للحد من تقلبات الأسواق المالية في حال حدوث أي اضطرابات مفرطة. وقال أحد المتعاملين في سوق العملات المحلية إن السلطات تسعى للدفاع عن مستوى 1,450، وهو ما يجعل من الصعب مضاربة العملة عند هذا المستوى.
ومن أجل تخفيف الضغط على العملة المحلية، طلبت لجنة الخدمات المالية من البنوك المحلية مرونة أكبر في إدارة معاملات العملات الأجنبية والقروض. كما قام بنك كوريا بتوسيع خط المبادلات مع صندوق المعاشات الوطني، في خطوة تهدف إلى امتصاص الطلب المتزايد على الدولار نتيجة الاستثمارات الخارجية التي يقوم بها الصندوق، الذي يعد ثالث أكبر صندوق معاشات في العالم.
في أسواق الأسهم، تأثرت البورصة أيضاً، حيث سجل مؤشر كوسبي انخفاضًا بنسبة 2.5% في الجلسة، وذلك في ظل عمليات بيع من قبل المستثمرين الأجانب للأسهم الكورية الجنوبية.