تراجع الين الياباني في السوق الآسيوية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات، ليواصل التحرك في المنطقة السلبية لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مما جعله يقترب من تسجيل أدنى مستوى له في عدة أسابيع، وذلك بسبب التكهنات المتعلقة باجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان هذا الأسبوع.
من المتوقع أن يُبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن المخاطر الاقتصادية الخارجية المتصاعدة. كما من المنتظر أن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول مسار سياسة تشديد تكاليف الاقتراض خلال هذا العام.
نظرة سعرية
سعر صرف الين الياباني اليوم: ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.3% ليصل إلى 149.06 ين، مقارنةً مع سعر افتتاح تعاملات اليوم عند 148.62 ين، وسجل أدنى مستوى عند 148.46 ين.
أنهى الين تعاملات يوم الجمعة منخفضًا بنسبة 0.55% مقابل الدولار، في ثالث خسارة له خلال الأربعة أيام الأخيرة، وسط استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح بعد تسجيله أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 146.54 ين.
فقد الين الأسبوع الماضي 0.4% مقابل الدولار، في ثاني خسارة أسبوعية له في آخر ثلاثة أسابيع، نتيجة انتعاش العوائد الأمريكية وتباطؤ الطلب على العملة اليابانية كملاذ آمن.
البنك المركزي الياباني
من المتوقع أن يجتمع البنك المركزي الياباني يومي الثلاثاء والأربعاء من هذا الأسبوع لمراجعة السياسة النقدية الملائمة لأكبر اقتصاد في أسيا، حيث يُتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير عند 0.50%، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2008، أي وقت اندلاع الأزمة المالية العالمية.
سيتم مناقشة تأثير الحرب التجارية الأمريكية المتصاعدة على الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير، وهو ما قد يكون عاملًا رئيسيًا في تحديد توقيت رفع أسعار الفائدة في المستقبل.
المخاوف من تباطؤ النمو العالمي بسبب سياسة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” تواصل التأثير على بيانات الأجور والأسعار، مما يظهر أن اليابان تحقق تقدمًا نحو هدف التضخم الذي حدده بنك اليابان والمقدر بـ 2%.
ومع توقع استقرار السياسة النقدية، تركز الأسواق على تعليقات محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” بعد الاجتماع، بحثًا عن أي إشارات حول تأثير التوقعات العالمية السلبية على مسار رفع أسعار الفائدة في البنك.
وفي حديثه أمام البرلمان الأسبوع الماضي، قال أويدا إنه يتوقع انتعاش الاستهلاك، ولكنه “قلق للغاية” بشأن حالة عدم اليقين المحيطة بالتطورات الاقتصادية العالمية.
وقال مصدر مطلع على تفكير بنك اليابان لوكالة “رويترز”: “يبدو أن الاقتصاد الياباني وتطورات الأسعار تسير على الطريق الصحيح، لكن المخاطر الخارجية قد ارتفعت.” وأضاف المصدر: “تزايد حالة عدم اليقين العالمي تثير القلق وقد تؤثر على توقيت رفع أسعار الفائدة.”
تصفح أيضاً: الذهب يشهد ارتفاعًا مع استمرار المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية
آراء وتحليلات
قال كبير الاقتصاديين في معهد شينكين لأبحاث البنك المركزي “تاكومي تسونودا”: “تراجعت الحاجة لرفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي، وذلك جزئيًا بسبب توقف انخفاض قيمة الين وتراجع الضغط على ارتفاع أسعار الواردات.”
وأضاف تسونودا: “نتوقع أن يرفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة في يوليو، عندما تظهر نتائج مفاوضات الأجور للسنة المالية الحالية.”
عائد السندات الأمريكية
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الاثنين بأكثر من 0.25%، ليواصل مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي، مما يعزز فرص الاستثمار في الدولار الأمريكي.
يأتي هذا التطور في سوق سندات الولايات المتحدة قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع لمناقشة السياسة النقدية المناسبة لأكبر اقتصاد في العالم، حيث من المتوقع أن يُبقي البنك على أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير.
المصدر : موقع انفستنغ
