شهد سوق العملات الرقمية واحدة من أزمات الميمكوين الأكثر جدلاً في الآونة الأخيرة، حيث انهارت قيمة العملة الرقمية التي حملت اسم “بارون” بنسبة 95%، بعد أن بلغت قيمتها السوقية مستوى قياسيًا بلغ 460 مليون دولار خلال ساعات قليلة من إطلاقها. ارتبطت عملة بارون بشكل غير رسمي باسم بارون ترامب، نجل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
بدأت القصة عندما انتشر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) يدّعي أن بارون ترامب هو من أطلق العملة عبر منصة “Pump.Fun”، وهي منصة مختصة بإطلاق الميمكوينات. صاحب المنشور ادعاءات مدعومة ببعض التفاصيل التقنية المرتبطة بالبلوكشين، مما منح القصة مصداقية مؤقتة. سرعان ما لاقت هذه الادعاءات رواجاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع المستثمرين إلى الاندفاع لشراء العملة، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها السوقية بشكل كبير خلال فترة وجيزة.
غير أن الحماسة سرعان ما تلاشت بعد أن تبيّن عدم صحة الادعاءات. كشفت التحقيقات أن الحساب المرتبط بإطلاق العملة ليس له أي صلة ببارون ترامب، بل تعود ملكيته إلى مجموعة قامت بإطلاق عدة عملات رقمية غير رسمية تحمل أسماء شخصيات مشهورة مثل كريستيانو رونالدو وجوني ووكر وكاي ترامب، بهدف استغلال شهرتهم لتحقيق مكاسب سريعة.
آخر الأخبار: سعر البيتكوين (BTCUSD) يختبر ضغوطًا سلبية – توقعات اليوم 21 يناير 2025
أدى هذا الانكشاف إلى انهيار الثقة في العملة، لتتراجع قيمتها السوقية بنسبة 95% في غضون أيام قليلة، ما سلط الضوء على هشاشة سوق الميمكوين واعتماده المفرط على الإشاعات والحماسة غير المدروسة.
الجدير بالذكر أن العملات الرقمية المرتبطة بعائلة ترامب ليست جديدة على الساحة. فقد سبق أن أُطلقت عملة رقمية تحمل اسم “TRUMP” وحققت نجاحاً كبيراً، حيث بلغت قيمتها السوقية 13.5 مليار دولار. لكن دخول ميلانيا ترامب على خط الميمكوين عبر إطلاق عملتها “MELANIA” تسبب في تراجع عملة ترامب إلى نصف قيمتها.
تعيد تجربة عملة بارون إلى الأذهان الحاجة الملحّة إلى الحذر والتحقق من المعلومات قبل اتخاذ قرارات استثمارية في سوق العملات الرقمية. فالاعتماد على الشائعات يمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة، كما أن هذه الواقعة تؤكد أن هذا السوق لا يزال مليئاً بالمخاطر التي تتطلب الوعي والانتباه من جميع الأطراف.