بدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، حيث قام بتقليصها بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما يعد تحولًا كبيرًا في السياسة النقدية، كونه أول خفض منذ عام 2020.
وفقًا لويلز فارجو، فإن هذا الخفض، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يشير إلى وجود قلق بشأن حالة سوق العمل مع تراجع القلق بشأن التضخم. وذكر استراتيجيو ويلز فارجو في مذكرة لهم أن باول أشار إلى قوة سوق العمل، وأن قرار الاحتياطي الفيدرالي يهدف للحفاظ على هذه القوة.
كما يتوقع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ارتفاعًا طفيفًا في البطالة، إلى 4.4% خلال 2024 و2025، بينما من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 2.0% سنويًا في نفس الفترة. ووفقًا لويلز فارجو، فإن ذلك يدل على أن “سوق العمل بدأ يهدأ، لكن ليس بشكل كبير.”
كما أشار أعضاء اللجنة إلى استمرار انخفاض التضخم، مما يعزز السيناريو الذي قد يقود إلى خفض أسعار الفائدة، مع بقاء حجم التخفيضات موضع تساؤل، خاصة بالنسبة للتوقعات الخاصة بعام 2025.
اقرأ أيضاً: توقعات بنك أوف أمريكا بشأن الدولار الأمريكي في ظل خفض أسعار الفائدة
ومع ذلك، تختلف توقعات الاحتياطي الفيدرالي عن توقعات السوق، حيث تسعر الأسواق تخفيضات بمقدار 125 نقطة أساس لكل من عامي 2024 و2025، وهو ما يعتبر أكثر تشددًا من متوسط توقعات الاحتياطي الفيدرالي البالغة 100 نقطة أساس.
وتوقع الاستراتيجيون أنه مع توقع معظم أعضاء اللجنة لتخفيضات أقل من 100 نقطة أساس في 2024، قد يصاب السوق بخيبة أمل. وأشاروا إلى أن الأسعار تتطلب خفضًا إضافيًا واحدًا على الأقل بمقدار 50 نقطة أساس في 2024، وهو ما لا يدعمه الوضع الحالي لسوق العمل.
يتبنى الاستراتيجيون حذرًا تجاه توقعات السوق بشأن دورة خفض أسعار الفائدة، معتبرين أنها “متفائلة للغاية”. ويشيرون إلى أن تخفيضات تصل إلى 200 نقطة أساس حتى 2025 تتطلب بيئة اقتصادية أسوأ بكثير مما هو متوقع حاليًا.
في حال استمر الاقتصاد في التباطؤ تليه فترة من الانتعاش في النصف الثاني من 2025، فإنهم يرون أن خفض سبتمبر سيكون على الأرجح التخفيض الوحيد بمقدار 50 نقطة أساس. كما يتوقع محللو ويلز فارجو أن التضخم قد يرتفع مرة أخرى بحلول منتصف 2025، مما قد يعيق الاحتياطي الفيدرالي عن تنفيذ جميع التخفيضات المتوقعة.
ويعتبرون أن السيناريو الأكثر واقعية قد يشمل تخفيضات إضافية بمقدار 50 نقطة أساس في 2024 و75 نقطة أساس في 2025.
