توقع بنك قطر الوطني (QNB) أن تسهم التوقعات الإيجابية لأداء الاقتصاد العالمي في تعزيز تدفقات رؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة، معتمدًا على استمرار السياسات النقدية التيسيرية في الولايات المتحدة وأوروبا، وانتعاش النمو الاقتصادي في الصين، وتحسن الأوضاع المحلية في الأسواق الناشئة.
وأكد البنك أن العام الحالي شهد أجواء مشجعة على الرغم من التحديات، مدعومة بدورة التيسير النقدي التي قادتها البنوك المركزية الكبرى، بالإضافة إلى الحوافز الاقتصادية الضخمة التي أعلنت عنها الصين في وقت سابق من العام.
وأشار إلى أن هذه التطورات تأتي بعد مرحلة من التشديد النقدي المكثف في الاقتصادات المتقدمة خلال عام 2022، مما أسهم في خلق بيئة مواتية لتدفقات رؤوس الأموال.
وفقاً لمعهد التمويل الدولي، شهدت الأسواق الناشئة تحولًا إيجابيًا في تدفقات رؤوس الأموال غير المقيمة، حيث انتقلت من مستويات سلبية إلى إيجابية أواخر عام 2023. وساهم هذا التحول في ارتفاع عوائد الأصول المختلفة، حيث حققت الأسهم مكاسب بنسبة 20.2% وفق مؤشر MSCI، بينما ارتفعت السندات بنسبة 19.6% حسب مؤشر جي بي مورغان. عوامل تدعم تدفقات رؤوس الأموال حدد البنك ثلاثة عوامل رئيسية تدعم هذا الاتجاه:
- السياسات النقدية التيسيرية: توقع البنك أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من التيسير النقدي من البنوك المركزية الكبرى. ورجح خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال العام المقبل، بينما قد يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس.
وأوضح أن تراجع العائدات الاسمية في الاقتصادات المتقدمة يشجع المستثمرين على تحويل استثماراتهم نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة في الأسواق الناشئة.
- تحفيز الاقتصاد الصيني: أشار البنك إلى أن الصين اتخذت خطوات شاملة لدعم النمو الاقتصادي وتعزيز أسواق الأصول المحلية. وتُعد هذه الإجراءات أساسية في دفع مزيد من تدفقات رؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة، نظرًا لأن الصين تمثل عنصرًا رئيسيًا في مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية.
وأكدت السلطات الصينية استعدادها لاتخاذ المزيد من التدابير إذا لزم الأمر لتحقيق الاستقرار المالي والنمو.
- تحسن الأسس الاقتصادية: أفاد البنك بأن الاقتصادات الناشئة أظهرت متانة في مواجهة الأزمات العالمية بفضل سياساتها المالية المتحفظة، مقارنة بالاقتصادات المتقدمة التي تأثرت باختلالات ناجمة عن سياسات التحفيز المفرط بعد الجائحة والصراعات الدولية. وأسهم هذا النهج في تعزيز مصداقية الأسواق الناشئة وجاذبيتها الاستثمارية.
