في حادثة مروعة هزت كوريا الجنوبية، لقي 176 شخصاً حتفهم يوم الأحد 29 ديسمبر 2024، عندما انحرفت طائرة ركاب من طراز بوينغ 737-800 تابعة لشركة “جيجو إير” عن مدرج الهبوط في مطار موآن الدولي، واشتعلت فيها النيران بعد محاولة هبوط فاشلة دون معدات الهبوط الأمامية.
وقع الحادث عند الساعة 9:03 صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث اصطدمت الطائرة بجدار خرساني على أطراف المطار، ما أدى إلى تدميرها بالكامل باستثناء ذيلها. وأكدت وكالة الإطفاء الوطنية أن رجال الإنقاذ هرعوا إلى الموقع لمحاولة انتشال الركاب، بينما كانت الطائرة تقل 181 شخصاً.
وأوضحت الوزارة أن الحادث أسفر عن وفاة 83 امرأة و82 رجلاً، بالإضافة إلى 11 شخصاً لم تُحدد هوياتهم بعد. ومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، توقعت السلطات ارتفاع عدد القتلى، حيث ما زال العديد من الركاب في عداد المفقودين بعد مرور ست ساعات على الحادث.
تصفح أيضاً: تفاصيل اختفاء طائرة هليكوبتر في منطقة أمور الروسية
على الرغم من جهود الإنقاذ، تمكنت فرق الطوارئ من إنقاذ اثنين فقط من أفراد الطاقم، ونُقل كلاهما إلى المستشفى في حالة وعي. وتم نشر 32 شاحنة إطفاء وعدة مروحيات للسيطرة على النيران.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية الطائرة وهي تنزلق على المدرج دون فتح معدات الهبوط، قبل أن تصطدم بالجدار. وقال لي جونغ هيون، رئيس محطة إطفاء موآن، في تصريح متلفز إن عمليات البحث لا تزال مستمرة للعثور على جثث الضحايا المتناثرة بفعل الاصطدام.
وتقوم فرق التحقيق الحكومية بفحص كافة الاحتمالات المسببة للحادث، بما في ذلك تعرض الطائرة لاصطدام محتمل مع طيور أدى إلى مشاكل ميكانيكية. وصرح مسؤول في وزارة النقل، جو جونغ وان، أن المحققين وصلوا إلى الموقع لتحديد أسباب الحادث والحريق.
من جهتها، أكدت شركة “جيجو إير” في بيان أنها تأسف بشدة لهذا الحادث وستبذل قصارى جهدها للتعامل مع تداعياته. وفي مؤتمر صحفي متلفز، انحنى رئيس الشركة كيم إي باي مع كبار المسؤولين تعبيراً عن الأسف، مشدداً على أنهم لم يرصدوا أي مشكلات ميكانيكية بالطائرة في الفحوصات الدورية.
وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعربت رئيسة وزراء تايلاند، بيتونغتارن شيناواترا، عن تعازيها العميقة لأسر الضحايا وأكدت توجيه وزارة الخارجية لتقديم الدعم اللازم، حيث كان على متن الطائرة راكبان تايلانديان.
يُعد هذا الحادث من بين الكوارث الجوية الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث يعود آخر حادث كبير إلى عام 1997 عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الكورية في غوام، مما أسفر عن مقتل 228 شخصاً.
تزامن الحادث مع أزمة سياسية غير مسبوقة في كوريا الجنوبية، إذ تم عزل الرئيس يون سوك يول بعد فرضه الأحكام العرفية، فيما تولى نائب رئيس الوزراء تشوي سانغ موك مهام الرئاسة مؤقتاً.
وقاد تشوي عمليات الإنقاذ بنفسه، بينما عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات الحادث.
