على الرغم من التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عامي 2024 و2025، يظل المحللون في معهد ويلز فارجو للاستثمار متفائلين بشأن استمرار ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي.
وفي وثيقة صادرة يوم الإثنين، قدم المحللون تفسيرًا لهذا التوقع، مشيرين إلى عوامل مثل اختلافات أسعار الفائدة، والوضع الاقتصادي العالمي، وتقييم الدولار الأمريكي مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى.
اقرأ أيضاً: سعر اليورو مقابل الدولار يحقق الهدف الأول – التوقعات ليوم 22 أغسطس 2024
أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في قوة الدولار الأمريكي في السنوات الأخيرة هو الاختلاف في أسعار الفائدة. فمنذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بشكل كبير في مارس/آذار 2022، حافظ الدولار الأمريكي على قيمته أعلى من متوسطاته التاريخية.
رغم التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة، قد يتبادر إلى الذهن أن الدولار الأمريكي قد يتعرض لانخفاض كبير. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن الدولار سيظل مستقرًا نسبياً، وذلك لأن البنوك المركزية الكبرى الأخرى، مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان، من المتوقع أيضًا أن تخفض أسعار الفائدة.
لعلك ترغب في تصفح: سعر اليورو مقابل الدولار يحقق الهدف الأول – التوقعات ليوم 22 أغسطس 2024
من المتوقع أن تستمر الفجوة في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى، على الرغم من أنها قد تتقلص، مما سيدعم استمرار قوة الدولار الأمريكي. على سبيل المثال، من المتوقع أن يثبت البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، بينما قد يخفض البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة، مما يساهم في الحفاظ على التفوق النسبي للدولار.
تلعب الحالة الاقتصادية العالمية دورًا كبيرًا في تحديد القيمة المستقبلية للدولار الأمريكي. فعلى سبيل المثال، تعاني منطقة اليورو من صعوبات اقتصادية، بما في ذلك ضعف الطلب على الصادرات بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة اليورو ودعم الدولار الأمريكي.
علاوة على ذلك، على الرغم من أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة قد يكون أبطأ، إلا أنه من المحتمل أن يتفوق على أداء العديد من الاقتصادات الأخرى. ومن المتوقع أن تسهم هذه القوة الاقتصادية النسبية، جنبًا إلى جنب مع النهج الحذر للاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، في تجنب انخفاض حاد في قيمة الدولار الأمريكي.
كان مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقارن الدولار بسبع عملات رئيسية، أعلى من متوسطاته التاريخية منذ بدء رفع أسعار الفائدة. وذكر المحللون: “توقعاتنا تشير إلى أن الدولار سيبقى قويًا، وسيظل قريبًا من – أو أعلى قليلاً من – نطاق قيمته الأخيرة”.
وفقًا لتوقعات ويلز فارجو، حتى مع التعديلات المحتملة في أسعار الفائدة، لن يشهد الدولار الأمريكي انخفاضًا كبيرًا عن مستوياته الحالية. ويعكس مرونة مؤشر الدولار كلاً من اختلافات أسعار الفائدة والضغوط الاقتصادية العالمية، مما يعزز الطلب على الدولار كعملة ملاذ آمن.
يستمر المحللون في تفضيل الأسهم والسندات الأمريكية على الأصول الدولية أو أصول الأسواق الناشئة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المرونة المتوقعة للدولار الأمريكي. قد تؤثر القوة المستمرة للدولار على الأسواق العالمية، مما يجعل الاستثمارات في الولايات المتحدة أكثر جذبًا نسبيًا.
للمستثمرين، تشير هذه التوقعات إلى أن مكانة الدولار الأمريكي كعملة عالمية رائدة ستظل قوية حتى مع التغيرات في سياسة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومن المحتمل أن يواصل الدولار دعم الأصول الأمريكية، مما يعزز الاستراتيجية الاستثمارية في الأسواق المحلية.
