تصدرت سوق الأسهم الكورية والعملات الكورية قائمة الأسوأ أداءً عالمياً هذا العام، في مؤشر يثير تساؤلات عميقة حول الوضع الاقتصادي لرابع أكبر اقتصاد في آسيا. يأتي ذلك وسط مخاوف المستثمرين من تباطؤ زخم النمو الاقتصادي وتصاعد المشكلات الهيكلية، مثل الشيخوخة السكانية، التي تضع ثقلاً كبيراً على الاقتصاد الكوري.
وبحسب بيانات صادرة عن “يونهاب إنفوكس”، الذراع المالي لوكالة يونهاب للأنباء، انخفض مؤشر كوسبي القياسي بنسبة تقارب 9% منذ بداية العام، ليغلق عند 2416.86 نقطة بنهاية التداولات يوم الجمعة الماضي.
اقرأ أيضاً: أسعار الفائدة تثير القلق وتدفع الأسهم الأمريكية للانخفاض عند الإغلاق
وعلى الصعيد الآخر، شهد سوق كوسداك، السوق الثانوي في كوريا، انخفاضاً أكثر حدة بنسبة 21%.
وفي الوقت الذي تعاني فيه الأسواق الكورية من هذا التراجع الكبير، سجلت مؤشرات الأسواق العالمية الرئيسية مكاسب قوية، فقد ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 15.27%، بينما قفز مؤشر ناسداك ذو الثقل التكنولوجي بنسبة 24% خلال نفس الفترة، مما يبرز الفرق الشاسع بين أداء الأسواق الكورية ونظيراتها العالمية.
العملة الكورية: ثاني أسوأ العملات أداء
لم يكن أداء العملة الكورية أفضل حالاً؛ إذ انخفضت بشكل مطرد منذ بداية العام، مغلقة عند 1398.80 وون يوم الجمعة، وهو تراجع بنسبة 8.6% مقارنة بإغلاقها عند 1288 وون نهاية العام الماضي.
وبذلك أصبحت العملة الكورية ثاني أسوأ العملات الرئيسية أداءً على مستوى العالم، متفوقة فقط على الين الياباني، الذي سجل انخفاضاً أكبر بنسبة 10.71%.
وأوضح خبراء السوق أن الأسباب الكامنة وراء هذا الأداء الضعيف تعود إلى هشاشة الهيكل الاقتصادي في كوريا الجنوبية. فالاقتصاد يواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالشيخوخة السكانية، وضعف الطلب المحلي، بالإضافة إلى المخاطر الناجمة عن التوجهات الحمائية المتوقعة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب. هذه العوامل مجتمعة زادت من حالة القلق بين المستثمرين، مما أثر بشكل مباشر على أداء الأسواق المحلية.

