أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تعيين توم هومان، المدير السابق لدائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، في منصب “قيصر الحدود” ضمن إدارته المقبلة.
وأكد ترامب في بيانٍ عبر منصة تروث سوشيال أن هومان سيكون مسؤولاً عن تأمين الحدود الجنوبية والشمالية، بالإضافة إلى إدارة أمن الملاحة الجوية والبحرية، مع تكليف خاص بتنظيم وإشراف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، والتي يَعِد ترامب بأن تكون الأضخم في تاريخ البلاد.
دور قيصر الحدود وتحديات حاسمة
تحمّل هومان مسؤولية كبرى في ظل ارتفاع غير مسبوق لأعداد المهاجرين غير الشرعيين، الأمر الذي يجعله في صدارة تنفيذ أحد أبرز وعود ترامب الانتخابية بترحيل المهاجرين غير الشرعيين، فيما يعد تحولاً جذرياً في سياسة الهجرة الأمريكية.
ويأتي هذا التعيين مع صلاحيات لا تتطلب موافقة مجلس الشيوخ، ما يُمكّن ترامب من تسريع وتيرة تنفيذ خططه الأمنية فور استلامه السلطة.
لعلك ترغب في تصفح: ما هو الدور الذي سيلعبه إيلون ماسك في إدارة دونالد ترامب الجديدة؟
وفي تصريحٍ مؤكد، أشار ترامب إلى ثقته المطلقة في قدرة هومان على الاضطلاع بهذه المسؤولية الثقيلة، قائلاً : ” لا يراودني أجنى شك بأن هومان سيحقق نجاحاً باهراً في هذه المهمة، فهو الرجل الذي طال انتظار دوره”.
توضيحات وتصريحات … وتنامي ردود الفعل
شدد هومان في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “فوكس نيوز”، أن دوره لن يشمل استخدام القوات العسكرية للقبض على المهاجرين، مبيناً أن عمليات دائرة الهجرة والجمارك (ICE) ستكون مدروسة وتتم بشكل “إنساني”، مع الحفاظ على التنظيم الدقيق للمهمة التي تتوخى تحقيق العدالة بلا إفراط أو تفريط.
وأردف قائلاً: “فرق الهجرة والجمارك لدينا تمتلك القدرة والمهارة لتنفيذ هذه العمليات بشكل يومي، وهم بارعون في أداء مهامهم. نحن نعلم تحديداً من نستهدف وأين يمكن العثور عليهم، وستتم الحساسية وتأنٍ تليق بمسؤولياتنا”.
وفي أول تصريح علني، قال هومان” لقد رأيت بعض حكام الولايات الديمقراطيين يقولون إنهم سيقفون في طريق عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، ويجعلون الأمر صعباً علينا، لدي اقتراح له، إذا لم تساعدونا، فابتعدوا عن الطريق لأننا سنفعل ذلك”.
كما وظهر هومان في فيديو مؤخراً، كان قد سُئل فيه: ” هل هناك طريقة لتنفيذ الترحيل الجماعي دون فصل العائلات؟” كان هومان قد أجاب” بالطبع، يمكن ترحيل العائلة بأكملها معاً”.
سياسات حاسمة واحتدام الجدل حول ملف الهجرة
يشكل تعيين ” قيصر الحدود” توم هومان منعطفاً حاسماً في ملف الهجرة الذي أثار انقسامات سياسية عميقة بين مناصري التشدد الأمني ومؤيدي حقوق المهاجرين.
ويرى ترامب مؤيدو ترامب أن هذه الخطوة تأتي كضرورة لحماية الأمن القومي ومصالح الاقتصاد الأميركي، بينما يراها معارضوه تجسيداً لسياسات قاسية قد تشعل مزيداً من التوتر في المجتمعات المهاجرة.
وفي تصريحات أدلى بها هومان سابقاً في مؤتمر “القومية المحافظة” بواشنطن، وجّه تحذيرات قوية، مؤكداً: ” انتظروا حتى عام 2025؛ إذا عاد ترامب إلى السلطة، سأكون في طليعة هذه العمليات، وسأدير أكبر عملية ترحيل شهدتها البلاد”.
وشدد هومان” لا أحد خارج الحسبان، ومن يتواجد هنا بطرق غير قانونية عليه أن يشعر بالخطر ويتوقع الترحيل”.
دلالات تعيين “قيصر الحدود” وتبعاته على مستقبل الهجرة
يُجمع المراقبون على أن تعيين “قيصر الحدود” يأتي برسائل واضحة ذات أبعاد استراتيجية تُشير إلى أن مسألة ضبط الحدود ستكون محوراً أساسياً في إدارة ترامب، مع تكثيف جهود الترحيل وضمان السيطرة الصارمة على الحدود، في ظل تعقيدات متزايدة تواجهها البلاد.
وسط تزايد الجدل حول قضية الهجرة، يتساءل المحللون إلى أي مدى ستتمكن إدارة ترامب في تحقيق توزان بين حفظ أمن الحدود واحترام حقوق الإنسان، وما هي التبعات المحتملة لدور هومان الجديد على مستقبل السياسة الأميركية تجاه قضية الهجرة الشائكة؟