أعلنت تركيا يوم الأحد 29 ديسمبر 2024 عن خطة تنموية إقليمية ضخمة بقيمة 14 مليار دولار تهدف إلى تقليص الفجوة الاقتصادية بين منطقة الجنوب الشرقي ذات الأغلبية الكردية وبقية المناطق التركية. تأتي هذه الخطة في وقت يتزايد فيه التفاؤل بإمكانية إنهاء تمرد طويل الأمد شنه حزب العمال الكردستاني (PKK) في المنطقة، إلى جانب بدء مرحلة جديدة في سوريا المجاورة بعلاقات ودية مع تركيا.
لطالما كانت المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية في تركيا من أكثر المناطق تراجعاً اقتصادياً، حيث بقيت خلف معظم المناطق الأخرى في معظم المؤشرات الاقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وهو ما يُعزى جزئياً إلى النزاع المسلح المستمر في تلك المناطق.
وفي هذا السياق، قال وزير الصناعة التركي، فاتح كاجير، خلال تصريحات صحفية في مدينة شانلي أورفا الواقعة في جنوب شرق تركيا، إن الحكومة التركية خصصت مبلغاً قدره 496.2 مليار ليرة تركية (14.15 مليار دولار) لتنفيذ 198 مشروعًا في المنطقة حتى عام 2028. وأضاف كاجير أن تنفيذ هذه المشاريع من شأنه أن يسهم في زيادة الدخل السنوي للفرد في المنطقة بمقدار 49,000 ليرة (أي ما يعادل 1,400 دولار).
اقرأ أيضاً” النشاط الصناعي في الصين يتوسع للشهر الثالث على التوالي وسط تحديات اقتصادية متزايدة
وفقاً لبيانات عام 2023، كان الدخل السنوي للفرد في مدينة شانلي أورفا يبلغ 4,971 دولاراً فقط، وهو أقل بكثير من المتوسط الوطني الذي يصل إلى 13,243 دولاراً..
وفيما يتعلق بفرص تحقيق السلام في جنوب شرق تركيا، التقى نائبين من البرلمان التركي يوم السبت مع عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ نحو عقد من الزمن. وقد نقل النواب عن أوجلان أنه قد يكون مستعداً لدعوة مسلحي حزبه إلى تسليم أسلحتهم.
تأتي هذه الزيارة بعد دعوة من أحد المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أوجلان لإنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني الذي أودى بحياة أكثر من 40,000 شخص.
وقد أشار نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، في تصريحات أدلى بها خلال الحدث في شانلي أورفا إلى أن “الإرهاب ألحق أضراراً جسيمة بالمناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من البلاد، وأن تركيا خالية من الإرهاب ستعود بالفائدة العظمى على تلك المناطق”.
كما تطرق يلماز إلى الوضع في سوريا، حيث تولت فصائل إسلامية مدعومة من تركيا السلطة في البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد هذا الشهر، قائلاً: “الفرص التي ستنتج عن الحقبة الجديدة في سوريا ستزيد من رفاهية بلادنا بشكل عام، وستكون منطقة الجنوب الشرقي في تركيا من أكثر المستفيدين من هذه التطورات”.
