استقر سعر البيتكوين عند مستوى يناهز 105,500 دولار، بعد أن تراجع عن قمته التاريخية البالغة 111,814 دولارًا، والتي بلغها في الثاني والعشرين من مايو. ويأتي هذا التوقف وسط حالة من الترقب في الأسواق، إذ يشير المراقبون إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع يعود إلى إقبال المستثمرين على جني الأرباح بعد صعود حاد، ما أحدث فتورًا واضحًا في الزخم السعري وسلوك المتداولين.
وقد كشفت بيانات شركة “غلاسنود” المتخصصة في تحليلات البلوكشين، عبر منشور بتاريخ الثالث من يونيو على منصة “إكس”، عن ارتفاع استثنائي في الأرباح المحققة المعدلة وفق الكيانات، حيث تجاوزت هذه الأرباح 500 مليون دولار في الساعة لثلاث مرات خلال يوم واحد فقط. ويعد هذا المؤشر من أبرز الأدوات لقياس الربحية الفعلية في السوق، إذ يأخذ في الاعتبار فقط الأرباح الخارجة من المحافظ بعد استبعاد التحويلات الداخلية ودمج المحافظ المتصلة بكيان واحد.
وبحسب ذات البيانات، فإن متوسط الربح لكل عملة بلغ 16%، في حين أن أقل من 8% من سجل التداول التاريخي للبيتكوين شهد مستويات ربحية أعلى من الراهنة، مما يدل على اقتراب السوق من مستويات تشبع. في السياق ذاته، أظهرت تحليلات “غلاسنود” تراجعًا ملحوظًا في وتيرة الشراء القائم على الزخم، حيث انخفض عدد المحافظ التي تقوم بتكديس البيتكوين في نهاية مايو، وتراجع مؤشر القوة النسبية لتلك الفئة من المشترين إلى مستوى 20، ما يعكس ضعف الإقبال على الشراء في هذه المرحلة.
وفي المقابل، ارتفع مؤشر جني الأرباح إلى 77، وهو مستوى غالبًا ما يُسجَّل قبيل بلوغ القمم السعرية، حينما يبدأ الحذر بالسيطرة على مزاج السوق وتتزايد ضغوط البيع. وقد انعكست هذه الحالة النفسية على حركة صناديق المؤشرات المتداولة، حيث سجلت صناديق البيتكوين الفورية المدرجة في البورصات الأميركية صافي تدفقات خارجة فاقت 157 مليون دولار خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 30 مايو، في انعكاس واضح بعد ستة أسابيع متواصلة من التدفقات الإيجابية التي جذبت أكثر من 9 مليارات دولار.
تصفح أيضاً: الذهب يصعد مدعومًا بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وضعف الدولار
وفي الثالث من يونيو، عاد الأمل إلى السوق مع تسجيل تدفق إيجابي مفاجئ تجاوز 378 مليون دولار، إلا أن هذا الانتعاش لم يكن كافيًا حتى الآن لإعادة الثقة الكاملة ودفع المستثمرين نحو الشراء مجددًا بوتيرة عالية.
وفي الوقت الراهن، يظل أداء البيتكوين ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 103,400 و108,900 دولار خلال الأيام السبعة الأخيرة، مع تسجيل ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% فقط. أما من الناحية الفنية، فإن الرسم البياني اليومي يشير إلى مسار أفقي للسعر داخل نطاق مؤشر “بولينجر”، حيث ترافق حركة الشموع السعرية المتوسط المتحرك لآخر 20 يومًا.
ورغم أن المتوسطات المتحركة بعيدة المدى لا تزال تدعم التوجه الصعودي العام، فإن مؤشري الزخم و”MACD” دخلا في منطقة الإشارات البيعية، ما يؤكد تراجع الزخم على المدى القصير. كما أن مؤشر القوة النسبية يقف عند 53، وهو ما يضعه في منطقة الحياد، بعيدًا عن إشارات التشبع بالبيع أو الشراء.
وبينما تبقى فرصة الارتفاع مجددًا نحو 110,000 دولار قائمة، شريطة بقاء السعر فوق المتوسط المتحرك لثلاثين يومًا وعودة المشترين بقوة أكبر، فإن السوق يبدو بحاجة إلى فترة من الهدوء لإعادة ترتيب أوراقه، خاصة في ظل موجة الأرباح المحققة وتراجع المؤشرات الداعمة على المدى القريب.
