سجل سعر Pi Network الرقمية ارتفاعًا بنسبة تقارب 5٪ بتاريخ 23 يونيو، مستعيدًا جزءًا من خسائره بعد سلسلة من التراجعات الحادة التي وصلت إلى 70٪ منذ ذروته في مايو الماضي. وجاء هذا الانتعاش الطفيف في ظل تصاعد الترقب لإعلان مرتقب من الفريق الأساسي للمشروع، والمقرر في 28 يونيو، والذي لمّح من خلاله إلى إمكانية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) ضمن منظومة Pi.
ويبدو أن هذه القفزة السعرية، التي رفعت قيمة الرمز من 0.5126 دولار إلى 0.552 دولار، جاءت نتيجة مضاربات محمومة وتكهنات حول مستقبل المشروع، في حين لم يُبدِ المستثمرون ارتياحًا كاملاً تجاه هذا التوجه، خصوصًا في ظل بقاء الشبكة الرئيسية مغلقة وتعثر تنفيذ خارطة الطريق المعلنة مسبقًا. ففي الوقت الذي تشهد فيه مشاريع أخرى طفرة بفضل سرديات الذكاء الاصطناعي، لا تزال عملة Pi تفتقر إلى خطوات تنفيذية ملموسة، مما يُثير الشكوك حول ما إذا كانت هذه الخطوة استراتيجية حقيقية أم مجرد محاولة لامتصاص الصدمة قبل ضخ كميات ضخمة من الرموز في السوق.
تصفح أيضاً: عملة ACX.. كل ما تحتاج معرفته عن بروتوكول Across للنقل بين شبكات البلوكشين
وفي هذا السياق، يكتسب موعد 28 يونيو أهمية مزدوجة لدى مجتمع Pi، حيث يتزامن مع ما يُعرف باسم “Pi2Day”، ويأتي قبل أسابيع فقط من طرح 268.4 مليون رمز PI في الأسواق خلال شهر يوليو، في خطوة تمثل أضخم عملية فتح للرموز في تاريخ المشروع حتى أكتوبر 2027 على الأقل. وتُظهر التجارب السابقة في السوق أن مثل هذه الكميات غالبًا ما تؤدي إلى موجات بيع كبيرة، خصوصًا إذا ترافقت مع ضعف ثقة المستثمرين.
ويُلاحظ أن ارتفاع حجم التداول بنسبة 3.96٪ خلال 24 ساعة الأخيرة يعكس حالة من التفاؤل الحذر، إلا أن العملة لا تزال تعاني من تداعيات الانهيار الحاد منذ مايو، حين سجلت أعلى سعر لها عند 1.67 دولار، وهو الانخفاض الذي بدأ مباشرة بعد مشاركة المؤسس المشارك نيكولاس كوكاليس في ندوة متخصصة في الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات مؤتمر Consensus 2025. هذا الحدث، الذي كان يُفترض أن يعزز مصداقية المشروع، نتج عنه انخفاض مفاجئ بنسبة 27٪ في يوم واحد، ما يؤكد أن السوق بات أكثر تشددًا تجاه الوعود النظرية غير المدعومة بإنجازات فعلية.
وفي خضم هذه التطورات، لا تزال عملة Pi متراجعة بنسبة 82٪ عن أعلى مستوى لها البالغ 2.98 دولار، والمسجل في فبراير الماضي، في تذكير صارخ بحجم التراجع الذي شهدته بعد موجة مضاربات مبكرة. كما أن استمرار الشبكة في العمل ضمن بيئة مغلقة وغياب جدول زمني واضح للتحول الكامل نحو اللامركزية يفتح الباب أمام سلوكيات “اشتر الإشاعة وبِع الخبر”، ويضع مستقبل المشروع أمام اختبار حاسم.
ومن المرجح أن يشكل إعلان 28 يونيو نقطة فاصلة في مسار العملة؛ فإما أن يعيد الزخم الصعودي إذا تضمن خطوات تقنية حقيقية، أو يعمّق النزيف في حال اكتفى بوعود فضفاضة. وفي الحالتين، فإن دخول مئات الملايين من الرموز إلى السوق يضع مستقبل التعافي على المحك، ويجعل من أي ارتفاع محتمل عرضة للانهيار في ظل هشاشة الثقة وغياب الرؤية التنفيذية الواضحة.
