في اليوم قبل الأخير من العام 2024، تصدرت عملة XRP خسائر سوق العملات المشفرة، متأثرة بالقوة التي شهدها الدولار الأمريكي، مما أثقل كاهل العملات العالمية والأصول المالية بما فيها البيتكوين. تاريخياً، كان البيتكوين يتحرك في الاتجاه المعاكس لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو. وتزامن هذا التحرك السلبي للعملات المشفرة مع صعود الدولار، الذي جاء قبيل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير المقبل، حيث من المتوقع أن يصاحب هذا الصعود تنفيذ سياسات اقتصادية قد تعزز من قوة الاقتصاد الأمريكي في السنوات القادمة.
تراجعت XRP بنسبة تفوق 5% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما هبطت أسعار العديد من العملات المشفرة الأخرى مثل دوغ كوين (DOGE) وسولانا (SOL) وإيثيريوم (ETH) وBNB بنسب بلغت حتى 2%.
جاء هذا التراجع في أسعار العملات المشفرة في وقت شهدت فيه الأسواق المالية العالمية تذبذبات ملحوظة، حيث سجلت أسواق الأسهم الأمريكية انخفاضاً يوم الجمعة الماضي، وتقلصت مراكز المستثمرين في ظل حالة من عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق قبيل نهاية العام.
تصفح أيضاً: إيثريوم كلاسيك (ETC): القوة وراء اللامركزية ومستقبل العملات الرقمية
وفي آسيا، تراجعت مؤشرات الأسهم التي كانت قد سجلت مكاسب على مدى خمسة أيام، في حين أشارت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وناسداك إلى المزيد من الخسائر في الجلسة الأمريكية خلال ساعات بعد ظهر اليوم في آسيا.
من المعروف أن BTC يتحرك في الاتجاه المعاكس لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو. وعندما يقوى الدولار، تصبح الأصول المقومة بالدولار أكثر جاذبية مقارنة بالعملات المشفرة.
وفي هذا السياق، يفضل المستثمرون الأصول التقليدية مثل السندات الأمريكية أو الأسهم، التي تحقق عوائد مجزية في بيئة الدولار القوي.
تزامن ذلك مع تراجع الآمال في استمرار انتعاش العملات المشفرة في الأفق القريب، حيث أدى التراجع الكبير في السيولة مع اقتراب نهاية العام إلى جني الأرباح من قبل المستثمرين.
ورغم وجود بعض الآمال في أن السياسات المستقبلية للعملات المشفرة قد تساعد في انتعاش السوق على المدى البعيد، إلا أن التوقعات تشير إلى أن السوق لا يزال يواجه تحديات كبيرة. ولم ينجح “انتعاش سانتا“، وهو المصطلح المستخدم للإشارة إلى التحركات الصعودية المعتادة في ديسمبر، حيث انخفضت أسعار BTC بنحو 4% هذا الشهر، على الرغم من أنها حققت ارتفاعاً بنسبة 47% في الربع الأخير من العام.
في الوقت نفسه، ساهمت التوقعات بشأن تراجع خطط خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تراجع أسعار البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى في الشهر الماضي. لكن البعض لا يزال متفائلاً بتطورات السياسات الاقتصادية على المدى الطويل التي قد تدفع السوق نحو التعافي، رغم صعوبة الوضع في ظل الدولار القوي وعدم وجود تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.
وفي هذا السياق، صرح ماكسيم ساخاروف، المؤسس المشارك لشركة WeFi، في حديث له عبر تليجرام مع موقع CoinDesk قائلاً: “على عكس ما يعتقده الكثيرون، لم تصل أسعار البيتكوين والعملات البديلة إلى ذروتها رغم التماسك المستمر الذي شهدناه عقب خفض الفائدة الأسبوع الماضي”.
وأضاف ساخاروف: “إن التراجعات الحالية هي نتيجة لردود فعل السوق العاطفية تجاه حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات الاقتصادية الكبرى. الاحتياطي الفيدرالي يستعد لرفع الأرقام في العام المقبل رغم أن التضخم يقترب من الهدف السنوي البالغ 2%. وهذا قد يغير مسار السياسة النقدية ويؤثر على السوق بشكل عام”.
وأكمل ساخاروف حديثه قائلاً: “لكن عندما يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في العام المقبل، من المتوقع أن تدخل المزيد من الشركات إلى نظام البيتكوين في ظل التنظيمات المستقبلية التي قد تصبح أكثر تساهلاً. وإذا تحققت هذه التوقعات، فقد يفصل سعر البيتكوين عن العوامل الاقتصادية الكبرى التي عادة ما تؤدي إلى تقلباته الحادة”.
