تسجل دولة الإمارات العربية المتحدة مجداً جديداً في عالم الفضاء، حيث انطلق قمر “محمد بن زايد سات”، الذي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ليحلّق في الفضاء على ارتفاع يتراوح بين 500 و550 كيلومترًا، بعد خمسة أعوام من العمل المتواصل، بدءاً من الفكرة وصولاً إلى لحظة الإطلاق.
كان الإعلان عن هذا المشروع الرائد في 28 أكتوبر 2020، عندما كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن القمر الصناعي “محمد بن زايد سات”، الذي يعد ثاني قمر صناعي إماراتي يتم تصميمه وتطويره بالكامل بواسطة مهندسين إماراتيين، بعد “خليفة سات”. وقد قال سموه في تغريدة له عبر منصة “إكس”: “اعتمدنا بناء قمر صناعي سيكون الأحدث في القطاع المدني والتجاري في المنطقة، بتقنيات جديدة وبكوادر إماراتية 100%. وسيحمل القمر اسم “MBZ Sat”، تقديراً للشيخ محمد بن زايد، حفظه الله”.
وأضاف سموه: “نواصل جهودنا في تطوير قطاع فضاء متكامل يتضمن كوادر إماراتية متخصصة، ورواد فضاء، ومراكز أبحاث، ومسباراً للمريخ، ومستكشفاً للقمر، وقطاعاً خاصاً مستثمراً بقوة، لتصبح الإمارات في مقدمة الدول المنافسة في مجال الفضاء”.
وقد أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن نجاح إطلاق القمر الصناعي “محمد بن زايد سات” من قاعدة فاندنبرغ الجوية بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”.
يُعتبر هذا الإطلاق إنجازاً بارزاً في مسيرة دولة الإمارات نحو التوسع في استكشاف الفضاء، إذ تم تطوير القمر بشكل كامل بأيادٍ إماراتية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء. وبذلك، يُعد “محمد بن زايد سات” خطوة فارقة في مجال الأقمار الاصطناعية الإماراتية، ودليلاً على عزم الدولة على الريادة في هذا المجال.
يمتاز القمر الصناعي “محمد بن زايد سات” بوزن 750 كيلوجرامًا وأبعاد تصل إلى 3 × 5 أمتار، مما يتيح له تحقيق نقلة نوعية في تقنيات رصد الأرض. القمر مزود بنظام تصوير عالي الدقة، والذي يُعد من بين الأكثر تطوراً على مستوى العالم.
كما يتمتع القمر بسرعة نقل البيانات التي تتفوق بأربع مرات على الإمكانيات الحالية، فضلاً عن احتوائه على نظام دفع كهربائي متقدم، مما يعزز قدرته على توفير صور دقيقة وبيانات مهمة لدعم الأبحاث والتطبيقات العملية في مختلف المجالات.
تصفح أيضاً: كيف أصبحت المملكة العربية السعودية القوة الرئيسية في دعم البلاستيك عالمياً
يسهم هذا القمر في العديد من المجالات الحيوية، مثل مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، ودعم جهود الإغاثة في حالات الكوارث، مما يتيح للجهات المعنية اتخاذ قرارات مستنيرة استناداً إلى بيانات دقيقة ومحدثة.
ولم يتوقف الدور الإماراتي في هذا المشروع عند التصميم والتطوير فحسب، بل ساهم “محمد بن زايد سات” أيضاً في تعزيز الاقتصاد الوطني عبر التعاون مع الشركات المحلية، حيث تم إنتاج 90% من الهياكل الميكانيكية للقمر داخل الإمارات، بالإضافة إلى جزء كبير من مكوناته الإلكترونية.
وسيتم إدارة وتشغيل القمر الصناعي من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث سيقوم الفريق المتخصص بمتابعة عمليات القمر وتحليل البيانات المرسلة من الفضاء، بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات على خارطة الفضاء العالمية.