شهدت مناطق في لبنان وأجزاء من سوريا موجة انفجارات غامضة أودت بحياة العديد من المدنيين و عدد من عناصر “حزب الله”، حيث انفجرت أجهزة البيجر التي يستخدمونها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف انفجرت أجهزة البيجر الخاصة بمقاتلي حزب الله؟
يرجح أحد الخبراء في المتفجرات أن تكون هذه الأجهزة قد حُقنت بمواد شديدة الانفجار.
تواجه إسرائيل اتهامات من مصادر محلية بتنفيذ عملية معقدة ودقيقة تكنولوجياً، تهدف إلى استهداف عناصر “حزب الله”.
هذه الانفجارات، التي تُعد سابقة من نوعها في أجهزة النداء التي يعتمد عليها مقاتلو “حزب الله”، جاءت بعد تخليهم عن الهواتف المحمولة لتقليل خطر المراقبة والتعقب.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات حتى الآن، غير أن مسؤولين لبنانيين أشاروا بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، التي لم تصدر أي تعليق رسمي حول الحوادث.
تُعد إسرائيل من الدول التي تملك باعاً طويلاً في تطوير أساليب مبتكرة للتخلص من خصومها، عبر توظيف التكنولوجيا.
كيف انفجرت أجهزة البيجر؟: لغز أمني جديد في الشرق الأوسط
كيف يمكن تحويل جهاز محمول إلى قنبلة؟ أوضح خبير أمني، فضل عدم الكشف عن هويته، لشبكة “سكاي نيوز”، أن أجهزة البيجر قد تكون قد خضعت للتلاعب المسبق قبل توزيعها، بحيث تم إدخال متفجرات صغيرة الحجم داخلها، تُفعل عن بُعد بواسطة إرسال إشارة محددة للجهاز.
لعلك ترغب في تصفح: عدة اصابات في انفجارات بأجهزة اتصال في لبنان
أجهزة البيجر، التي كانت تُستخدم على نطاق واسع في العقود الماضية، تعمل كوسيلة اتصال ذات اتجاه واحد، حيث يتلقى المستخدم رسائل قصيرة عبر إشارات راديو، تُنبهه لإجراء مكالمة أو استقبال معلومات.
وأشار المصدر الأمني إلى أن العملية تبدو “منسقة للغاية”، وتطلبت “درجة عالية من التخطيط المسبق”.
وأضاف: “التحليل الأولي يشير إلى أن أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله قد خضعت للاختراق، وتم تحويلها إلى أدوات تفجير عن بُعد”.
ولفت إلى أن هذا التحليل مبني على فحص الحوادث وخبرته الأمنية.
واستبعد الخبير أن تكون الانفجارات ناجمة عن عطل فني في الأجهزة، مشيراً إلى أن “الأمر مدروس ومنسق بدقة عالية”، مؤكداً أن الأعطال الفنية أو ارتفاع حرارة البطاريات ليست الأسباب المحتملة. إصابات تدل على استخدام متفجرات شديدة القوة.
من جهته، قال كريس هنتر، الخبير في المتفجرات وضابط الجيش البريطاني السابق، إن هذا النوع من الأساليب قد تم رصده سابقاً في استخدام الأجهزة المحمولة لتصفية الأهداف.
واستشهد بحادثة اغتيال يحيى عياش، خبير المتفجرات في حركة حماس، الذي قُتل عام 1996 عبر تفجير هاتف محمول يحتوي على كمية صغيرة من المتفجرات.
وأوضح هنتر أن الإصابات التي خلفتها الانفجارات الأخيرة تشير إلى استخدام متفجرات تتراوح كميتها بين “أوقية إلى أوقيتين من مادة شديدة الانفجار”، مؤكداً أن هذه الكمية يمكن إخفاؤها داخل جهاز نداء صغير.
وأضاف: “لقد شهدنا سابقاً استخدام مجموعات مسلحة مثل إيتا في إسبانيا، وفصائل مسلحة في كولومبيا، وكذلك الجيش الجمهوري الإيرلندي، لأجهزة النداء كأدوات تفجير.” إسرائيل وتاريخها في استخدام التكنولوجيا لتصفية خصومها تمتلك إسرائيل تاريخاً طويلاً في توظيف التكنولوجيا لتنفيذ عمليات اغتيال دقيقة، بما في ذلك تفجير أجهزة إلكترونية مزروعة بمتفجرات صغيرة.
انعكاسات الهجوم على الوضع الأمني في لبنان وسوريا
أدى الهجوم إلى إصابة أكثر من 2700 شخص في لبنان وسوريا، منهم مقاتلون ومدنيون كانوا يستخدمون هذه الأجهزة كوسيلة للتواصل. و
كانت أكثر الإصابات تركيزاً في العاصمة بيروت وجنوب لبنان، حيث تعاملت المستشفيات مع حالات حرجة ناتجة عن الحروق والانفجارات العنيفة.
وقد طلبت وزارة الصحة من العاملين في القطاع الطبي الامتناع عن استخدام أجهزة “البيجر” بعد ورود تقارير عن تعرض بعضها للتفجير.
في الوقت ذاته، أكدت مصادر سورية عن وقوع إصابات مماثلة في مناطق مختلفة من البلاد، مما يدل على أن الهجوم لم يقتصر على لبنان فقط، بل شمل عدة مناطق يتواجد فيها عناصر الحزب.
التداعيات والتساؤلات حول مستقبل وسائل الاتصال
يضع هذا الهجوم القوي التساؤلات حول قدرة حزب الله على الاستمرار في الاعتماد على وسائل اتصالات تقليدية، بعد هذا الاختراق الكبير الذي أحدث خسائر بشرية ومادية فادحة. تشير التحليلات إلى أن مثل هذه العمليات قد تدفع الحزب إلى البحث عن وسائل أكثر أماناً وتشفيراً لحماية عناصره من الاختراقات المستمرة.
ومن المرجح أن تشهد الساحة اللبنانية مزيدًا من التصعيد في ظل محاولات إسرائيل المستمرة لتعطيل قدرات حزب الله العسكرية والتواصلية.
جاء هذا الحدث كجزء من تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار إسرائيل في سعيها لتعطيل القدرات العملياتية لحزب الله من خلال أحدث الأساليب التكنولوجية.
المصدر : سكاي نيوز + وكالات + نت