شهد مهرجان كومب في الهند يوم الأربعاء حادث تدافع مأساوي أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 شخصًا، وفقًا لمصادر في الشرطة، حيث وقع الحادث المروع أثناء تجمع عشرات الملايين من الأشخاص في واحدة من أكبر التظاهرات البشرية في العالم. وقع التدافع عندما اندفع الحجاج بأعداد كبيرة نحو نقطة التقاء ثلاثة أنهار مقدسة في محاولة لأداء شعائر الاغتسال الطقسية في أكثر أيام المهرجان قداسة.
بحسب ثلاثة مصادر في الشرطة، استمرت فرق الإنقاذ في نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى مويتي لال نهرو في مدينة براياجراج لأكثر من 12 ساعة بعد وقوع الحادث. ورغم الجهود التي بذلتها السلطات، لم تُعلن الأرقام الرسمية للضحايا في الساعات الأولى. في هذا السياق، ذكر أحد المصادر قائلاً: “ما زالت الجثث تصل، لدينا ما يقرب من 40 جثة هنا، ونحن نعمل على نقلها إلى أسر الضحايا واحدًا تلو الآخر.”
وكان المسؤولون في مستشفى براياجراج قد أوضحوا أن بعض الضحايا توفوا نتيجة نوبات قلبية أو بسبب معاناتهم من أمراض مزمنة مثل السكري. وقال مسؤول طبي في المستشفى إن من بين المصابين من يعانون من كسور وإصابات خطيرة، فيما سقط آخرون على الأرض ليموتوا في مكان الحادث.
ومع استمرار عملية نقل الضحايا، كانت المشاهد في مكان الحادث تعكس مأساة كبيرة؛ حيث تجمع العديد من الأقارب في محاولة للتعرف على أفراد أسرهم الذين كانوا قد سقطوا في التدافع. ووفقًا لأحد الشهود، فإن التدافع بدأ عندما حاول بعض الحجاج القفز فوق الحواجز التي وضعتها السلطات لتنظيم الحشود، مما أدى إلى اندفاع غير متوقع في الاتجاه المعاكس.
على الرغم من أن الحكومة لم تُعلن الأرقام النهائية للضحايا في وقت مبكر من يوم الأربعاء، فقد أصدر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بيانًا عبر فيه عن تعازيه لأسر الضحايا، مشيرًا إلى أن السلطات المحلية تبذل قصارى جهدها لتقديم المساعدة للمصابين في كل الوسائل المتاحة، دون أن يكشف عن الأعداد الدقيقة للقتلى.
تصفح أيضاً: وفاة الباحث السابق في OpenAI عن عمر يناهز 26 عاماً في ظروف غامضة
فيما أضاف يوجي أديتيانات، رئيس وزراء ولاية أوتار براديش حيث يُقام مهرجان كومب في الهند، أن التدافع وقع عندما حاول بعض الحجاج تجاوز الحواجز بين الساعة 1 و2 صباحًا. ووفقًا له، كانت الحشود تتجه إلى منطقة الغمر في الأنهار، حيث يُعتبر الاغتسال في هذا الموقع من أقدس الشعائر في المهرجان.
يُعتبر مهرجان كومب في الهند أكبر تجمع بشري في العالم، حيث يُتوقع أن يصل عدد الحضور إلى نحو 400 مليون شخص طوال فترة المهرجان التي تستمر ستة أسابيع. ويعتبر الغطس في الأنهار المقدسة هناك مغفرة للخطايا، وتُعد هذه المناسبة بمثابة طقوس دينية هامة بالنسبة للملايين من الهندوس.
ورغم حجم الإقبال الكبير على هذا الحدث، فقد أثار الحادث انتقادات واسعة من قبل الأحزاب المعارضة التي ألقت باللوم على السلطات المحلية والفيدرالية في سوء إدارة الحشود. وفي هذا السياق، أكد عدد من الشخصيات المعارضة ضرورة مراجعة سياسات التنظيم في مثل هذه الفعاليات الكبرى.
ما وقع في مهرجان كومب في الهند يسلط الضوء مرة أخرى على التحديات التي تواجهها السلطات الهندية في تنظيم مثل هذه التجمعات الضخمة، ويُحتمل أن يؤدي هذا الحادث إلى مراجعة شاملة لإجراءات الأمن والتنظيم في المناسبات المقبلة.
المصدر: رويترز
