تُعد ندوة جاكسون هول واحدة من أبرز المحافل الاقتصادية العالمية وأكثرها تأثيراً في السياسات النقدية، حيث يجتمع سنوياً نخبة من محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية، وخبراء الاقتصاد، وصناع القرار، لمناقشة قضايا تمس مباشرة مستقبل الأسواق العالمية.
تنظم هذه الندوة منذ عام 1978 على يد الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، قبل أن تنتقل في 1981 إلى مدينة جاكسون هول بولاية وايومنج الأمريكية، المعروفة بطبيعتها الهادئة وبعدها عن صخب المراكز المالية الكبرى، مما يوفر بيئة مناسبة للنقاش المتعمق بعيداً عن الضغوط الإعلامية والاقتصادية.
أهداف ندوة جاكسون هول ودورها العالمي
تهدف الندوة إلى فتح نقاشات استراتيجية حول قضايا اقتصادية ملحّة تواجه الاقتصاد العالمي، حيث يُحدد الفيدرالي الأمريكي كل عام محوراً رئيسياً يتمحور حوله الحضور. ويشارك في أعمالها نحو 120 شخصية بارزة من مختلف الدول، بينما تبقى التغطية الإعلامية مقصورة على جهات محدودة، ما يزيد من أهميتها وندرة المعلومات الخارجة عنها.
من أهم ما يميزها أن أي تصريحات غير متوقعة تصدر عن المشاركين – مثل رؤساء البنوك المركزية – قد تُحدث تذبذبات مباشرة في أسواق الأسهم والعملات، وهو ما يجعلها نقطة مراقبة أساسية للمستثمرين حول العالم.
أبرز المحطات التاريخية
- في البداية عام 1978، حملت أول ندوة عنوان التجارة الزراعية العالمية: إمكانات النمو، بجهود وليام بول، رئيس الفيدرالي في كانساس آنذاك.
- عام 1982، استقطبت الأنظار حين حضرها رئيس الفيدرالي الشهير بول فولكر لمناقشة قضايا السياسة النقدية في الثمانينيات.
- خلال الأزمة المالية 2007-2008، تحولت الندوة إلى منصة لرسم سياسات حاسمة، حيث أشار بن برنانكي إلى إمكانية خفض الفائدة، وهو ما تبعه بالفعل بخطوات غير مسبوقة وصلت بالفائدة إلى مستويات شبه صفرية.
- في 2010 و2012، أصبحت جاكسون هول مسرحاً لإعلانات قوية حول التيسير الكمي، ما أثّر بشكل مباشر على الأسواق والسندات.
- عام 2014، أطلق ماريو دراجي – رئيس البنك المركزي الأوروبي آنذاك – إشارات واضحة حول سياسة نقدية توسعية، مما انعكس فوراً على عوائد السندات العالمية.
لماذا تهم جاكسون هول المستثمرين اليوم؟
تكمن أهمية ندوة جاكسون هول الاقتصادية في كونها منصة تسبق عادةً القرارات النقدية الكبرى، حيث يترقب المستثمرون الكلمات الافتتاحية لرؤساء البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي أو المركزي الأوروبي، لما لها من قدرة على توجيه توقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة، التضخم، وخطط التحفيز الاقتصادي.
إنها أشبه بجرس إنذار أو مؤشر استباقي للأسواق، إذ يمكن لجملة واحدة أو تلميح في خطاب أن يُغير مسار أسعار العملات، الذهب، السندات، وحتى البورصات العالمية.
للمزيد من الأخبار، انضموا إلى قناتنا على التلجرام وابقوا على اطلاع دائم بآخر الأخبار والتحديثات الاقتصادية لحظة بلحظة.