رفض مجلس إدارة OpenAI، يوم الجمعة، عرضًا بقيمة 97.4 مليار دولار من اتحاد يقوده الملياردير إيلون ماسك لشراء الشركة المطورة لتقنية ChatGPT، مؤكدة أن الشركة غير معروضة للبيع وأن أي عرض مستقبلي سيكون غير صادق.
هذه المحاولة الأخيرة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي يسعى ماسك من خلالها إلى منع OpenAI، التي كان أحد مؤسسيها، من أن تصبح كيانًا ربحيًا. وقد أسس ماسك الشركة مع الرئيس التنفيذي الحالي سام ألتمان، ثم غادرها بعد فترة، لكنه لا يزال يسعى لتوجيهها في مسار يظل فيه تركيزها على المنفعة العامة بدلاً من تحقيق الأرباح.
وأضافت الشركة في بيان لها على منصة X، نقلاً عن رئيس مجلس الإدارة بريت تايلور، أن OpenAI ليست للبيع، مشيرة إلى أن المجلس قد رفض بالإجماع محاولة ماسك الأخيرة لزعزعة المنافسة. وأكد البيان أن أي إعادة هيكلة محتملة في OpenAI ستكون تهدف إلى تعزيز طابعها غير الربحي وتعزيز رسالتها التي تركز على ضمان استفادة الإنسانية جمعاء من الذكاء الاصطناعي العام.
في المقابل، رد محامي ماسك، مارك توبيروف، في بيان له، متهمًا OpenAI بأنها تسعى لبيع السيطرة على الشركة الربحية لصالح بعض أعضاء مجلس إدارتها على حساب العمل الخيري الذي ينبغي أن يكون جوهر عملها.
تصفح أيضاً: عرض ضخم لشراء “أوبن إيه آي” يثير خلافات بين ماسك وألتمان.
وكانت OpenAI قد أعلنت في ديسمبر الماضي عن خطط لإعادة هيكلة الشركة، بما في ذلك إنشاء شركة للمصلحة العامة تسهل جمع رأس المال بشكل أكبر وتزيل القيود المفروضة عليها من قبل الشركة الأم غير الربحية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض ألتمان عرض الاتحاد بقيادة ماسك، حيث قال ببساطة “لا شكرًا” عبر منشور على منصة X، وهو ما دفع ماسك للرد عليه باتهامه بـ”الاحتيال”. وفي تصريح آخر، أكد ألتمان لموقع أكسيوس الإخباري أن OpenAI ليست للبيع.
من جهة أخرى، أشار محامو ماسك في ملف قضائي إلى أن الاتحاد، الذي يضم أيضًا شركة xAI التي يملكها ماسك، سيسحب عرضه على الجناح غير الربحي لـ OpenAI إذا تخلت الشركة عن خططها للانتقال إلى هيكل ربحي.
في الخطاب الذي أرسلته الشركة إلى محامي ماسك يوم الجمعة، أكد مجلس إدارة OpenAI أن العرض المعلن عنه ليس عرضًا حقيقيًا، بل مجرد محاولات جديدة لتعقيد الموقف، وهو ما ظهر بشكل واضح بعد تقديم طلب إضافي في المحكمة الأسبوع الماضي.
ويضم الاتحاد الذي يقوده ماسك مجموعة من المستثمرين البارزين، بينهم Valor Equity Partners وBaron Capital والوسيط الهوليوودي أري إيمانويل.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين ماسك وألتمان شهدت توترات كبيرة في السنوات الأخيرة. فعقب مغادرة ماسك للشركة في عام 2019، أنشأت OpenAI جناحًا ربحيًا تمكن من جذب مليارات الدولارات من التمويل، مما دفع ماسك إلى اتهام الشركة بالتحول عن مهمتها الأصلية التي كانت تهدف إلى خدمة الصالح العام.
وكان ماسك قد رفع دعوى قضائية ضد ألتمان وOpenAI في أغسطس من العام الماضي، مدعيًا أنهم انتهكوا العقد المبرم بينه وبين الشركة. كما طلب من المحكمة الفيدرالية في نوفمبر إصدار أمر قضائي لوقف انتقال OpenAI إلى هيكل ربحي.