حذر مسؤول كبير في الفيدرالي الأمريكي من أن تقدم البنك المركزي الأمريكي في السيطرة على التضخم قد يشهد تباطؤًا، رغم دعمه لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل المقرر في ديسمبر وفقا لبيانات انفستنغ.
تحذير من تباطؤ التقدم في السيطرة على التضخم
قال كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، في تصريحات له يوم الاثنين، إنه يدعم خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقرر في 17-18 ديسمبر. وأوضح أن تكاليف الاقتراض المرتفعة لا تزال تساهم في تقليص الطلب في أكبر اقتصاد في العالم، مما يساعد على تقليل الضغوط التضخمية. مع ذلك، أشار إلى أنه في حال أظهرت البيانات القادمة بين الآن واجتماع ديسمبر أن التوقعات بشأن تباطؤ التضخم واستمرار قوة الاقتصاد كانت خاطئة، فإنه سيدعم تثبيت الفائدة في الاجتماع المقبل.
مخاوف من تباطؤ تقدم التضخم
وأضاف والر أن هناك مؤشرات تدل على أن تقدم الاحتياطي الفيدرالي في خفض التضخم إلى هدفه البالغ 2% قد يواجه تباطؤًا، خاصة في ظل الصعوبات المتعلقة بالسيطرة على نمو الأسعار في قطاع الخدمات. وأظهرت البيانات الأخيرة أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 2.6% على أساس سنوي في أكتوبر، مما يزيد من القلق بشأن التقدم المحرز في محاربة التضخم.
تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك
وفي تصريحات منفصلة يوم الاثنين، أقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، بأن تحقيق هدف التضخم قد يستغرق وقتًا طويلًا بسبب التقدم غير المنتظم، لكنه أبدى ثقته في أن البنك المركزي سيصل في النهاية إلى هدفه، مشيرًا إلى استمرار تراجع التضخم المرتبط بالإسكان وحفاظ توقعات التضخم على استقرارها.
توقعات خفض الفائدة
ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر إلى 75% بعد تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مقارنة بنسبة 66% قبل تلك التصريحات، بحسب أدوات رصد توقعات الفائدة. وكان من المتوقع أن يقوم الفيدرالي بتخفيض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقبل، مما يجعل هذا الاجتماع هو الثالث على التوالي الذي يقر فيه الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة منذ سبتمبر.
استمرار السياسة التدريجية
يبدو أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي متفائلون بشأن آفاق الاقتصاد، على الرغم من استمرار مخاوفهم من الضغوط التضخمية. وقد أشار محضر اجتماع نوفمبر إلى أنه لا توجد إشارات على تدهور سريع في سوق العمل، وهو ما دعم الرأي القائل باتخاذ خطوات “تدريجية” في تحديد سرعة العودة إلى معدل فائدة محايد لا يحفز ولا يحد من الطلب.
وقال والر في مؤتمر له في واشنطن إنه يشعر كأنه “مقاتل في رياضة الفنون القتالية المختلطة” وهو يحاول السيطرة على التضخم، مضيفًا: “لكن أؤكد لكم أن التضخم سيستسلم في النهاية”. كما أشار إلى أن وتيرة تخفيض الفائدة قد تبطئ في المستقبل، لكنه يتوقع استمرار الخفض على مدار العام المقبل.
التوقعات للمرحلة القادمة
من المتوقع أن يؤدي خفض الفائدة في ديسمبر إلى وصول الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%. ويُتوقع أن يُتبع هذا الخفض بسياسة تدريجية تستمر في الأشهر القادمة، مع مراقبة مستمرة للبيانات الاقتصادية الجديدة التي ستحدد وتيرة اتخاذ الإجراءات المستقبلية.
