أطلقت مؤسسة البترول الكويتية عطاءً فورياً لتصدير زيت الوقود منخفض الكبريت من مصفاة الزور، والذي سيُحمّل على شحنات بين أكتوبر وديسمبر 2024.
يعد هذا العطاء خطوة مهمة في مسيرة التحول نحو طاقة أنظف وأكثر استدامة، ويأتي متزامنًا مع الطلب المتزايد على الوقود منخفض الانبعاثات في الأسواق العالمية.
مصفاة الزور، المعروفة بكونها واحدة من أكبر وأحدث المصافي في الكويت، طرحت ما يقارب 130 ألف طن شهرياً من زيت الوقود منخفض الكبريت، والذي يتماشى مع المعايير البيئية العالمية، حيث لا تزيد نسبة الكبريت فيه عن 0.5%.
ويهدف هذا المنتج إلى الحد من الانبعاثات الضارة الناتجة عن استهلاك الوقود الثقيل، ما يعزز مكانة الكويت كمصدر رئيسي للوقود الأنظف الذي يلبي تطلعات الأسواق البيئية. بحسب مصادر مطلعة في القطاع النفطي، فإن المزايدة تقدم عرضًا اقتصاديًا مغريًا حيث تم تسعير زيت الوقود بخصم يصل إلى 12 دولاراً للطن مقارنة بأسعار الشحنات المماثلة في الأسواق العالمية، وخاصة سنغافورة التي تعتبر مركزًا لتجارة الوقود منخفض الكبريت.
لعلك ترغب في تصفح: كوميرز بنك يقدم تحليلات مهمة حول الزيادة الأخيرة في أسعار النفط الخام
يعزز ذلك اخصم من تنافسية العرض ويجعل زيت الوقود الكويتي خيارًا مفضلًا لدى المصافي العالمية التي تسعى للامتثال للمعايير البيئية دون زيادة في التكاليف.
على الرغم من انتهاء فترة المزايدة يوم الثلاثاء، لم يتم الكشف حتى الآن عن الفائز بالعطاء، ولكن التوقعات تشير إلى أن العروض كانت منافسة بشدة نظراً للإقبال الكبير على هذا النوع من الوقود في ظل التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة.
ويُرجح أن الفائز بالعطاء سيحظى بشراكة استراتيجية مع مؤسسة البترول الكويتية، خاصة مع تنامي الطلب على الوقود الأنظف في المناطق الآسيوية والأوروبية.
أكدت المصادر أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية الكويت الرامية إلى تعزيز استدامة إنتاج الطاقة وتنويع صادراتها النفطية بما يتماشى مع المتطلبات البيئية العالمية.
فالتحول نحو الوقود منخفض الكبريت يُعتبر جزءاً من استراتيجية شاملة تستهدف تقديم حلول طاقة مبتكرة تتماشى مع التوجهات العالمية نحو حماية البيئة وتقليل البصمة الكربونية.
خطوة استباقية نحو المستقبل البيئي
هذا العطاء لا يُعتبر مجرد صفقة اقتصادية، بل يعكس توجه الكويت نحو تطبيق أعلى معايير المسؤولية البيئية. فتقليل نسبة الكبريت في الوقود يسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، وهو ما يسهم في الحد من التلوث الجوي وتحسين جودة الهواء، خاصة في المدن الكبرى التي تعاني من تلوث ناتج عن استهلاك الوقود الثقيل.
وفي هذا السياق، أشادت بعض المصادر بجهود مؤسسة البترول الكويتية في اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، معتبرة أن تصدير الوقود منخفض الكبريت يعد إنجازًا هامًا في تحقيق توازن بين الحفاظ على البيئة وزيادة الإيرادات النفطية.
تحديات وفرص في السوق العالمي
رغم الفرص المتاحة، يواجه هذا العطاء بعض التحديات، منها التقلبات في أسعار النفط والضغوط المتزايدة من الأسواق العالمية لتحقيق تحول جذري نحو الطاقة النظيفة.
لكن مع هذه الخطوة، تتوقع الكويت أن تتعزز مكانتها كمورد رئيسي للوقود الصديق للبيئة، خاصة في ظل الزيادة المتوقعة في الطلب على الوقود منخفض الكبريت في آسيا وأوروبا.
ختاماً، يبقى عطاء مصفاة الزور خطوة حاسمة في إطار التحولات التي تشهدها صناعة الطاقة في الكويت. مع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة النظيفة، يبدو أن الكويت تستعد للمستقبل بقرارات استراتيجية تضعها في طليعة الدول المصدرة للوقود النظيف.