أكد مصدر مطلع على المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، إحراز تقدم كبير في منتصف الليل، حيث تم الاتفاق على مسودة وصفت بأنها “نهائية”. ووفقًا للمصادر، فقد أُرسلت المسودة إلى الطرفين للمصادقة عليها.
وأشار المصدر إلى أن هذا التقدم جاء بعد اجتماعات مكثفة شارك فيها رئيس الموساد دافيد بارنياع، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، ومبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إضافة إلى رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مصدر إسرائيلي أن بلاده لم تتلق مسودة تتعلق باتفاق تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين. غير أن هيئة البث الإسرائيلية نفت ذلك، مؤكدة تسلم المسودة وأن إسرائيل بانتظار رد حماس.
على الجانب الفلسطيني، صرح قدورة فارس، مسؤول ملف الأسرى الفلسطينيين، لإذاعة “الشمس”، أن زيارته إلى الدوحة تهدف إلى الاطلاع على قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من الهدنة. وأوضح أن المرحلة الأولى تشمل المرضى وكبار السن والنساء والأطفال، مشيراً إلى إمكانية أن تضم القائمة سجناء أُعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط عام 2011. وأضاف أنه سيعمل أيضاً على تحسين ظروف الأسرى الفلسطينيين الذين سيبقون في السجون الإسرائيلية.
تصفح أيضاً: مستشار ترامب يؤكد : مكالمة مرتقبة بين ترامب وبوتين قريباً
وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد. ووفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض، ناقش الطرفان الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن. وشدد بايدن على الحاجة الملحة لوقف القتال وضمان إيصال المساعدات الإنسانية التي سيتيحها الاتفاق المنتظر.
من جهتها، أشارت مصادر حكومية إسرائيلية إلى أن نتنياهو مارس ضغوطاً على وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش لدعم صفقة الهدنة، مشدداً على أهمية الحفاظ على العلاقات مع الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة ترامب، الذي وعد بدعم المخططات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
إلا أن سموتريتش أعلن لاحقاً عبر منصة “إكس” رفضه المشاركة في ما وصفه بـ”صفقة استسلام”. وأكد في بيان له أنه لن يدعم اتفاقاً يتضمن إطلاق سراح من وصفهم بـ”كبار الإرهابيين”، ووقف العمليات العسكرية، والتخلي عن ما وصفه بـ”الإنجازات الأمنية”. وأضاف أن الوقت حان لمواصلة العمليات العسكرية بكل قوة، واحتلال القطاع بالكامل، وانتزاع السيطرة من حماس، وضمان الإفراج عن جميع المختطفين دون شروط.
يأتي هذا التطور في ظل مساعٍ مكثفة من الوسطاء القطريين والأطراف الدولية للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للأزمة المستمرة في غزة.