في واحدة من أهم المواجهات السياسية التي قد تغير معالم السباق الرئاسي الأمريكي، شهدت الساحة السياسية الأمريكية مساء الثلاثاء مناظرة هاريس وترامب، والتي تعتبر أول مناظرة رئاسية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كاملا هاريس، في حدث نظمته شبكة (إي بي سي) بمدينة فيلادلفيا، بولاية سلفانيا.
تأتي مناظرة هاريس وترامب في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية المتوقع اجراؤها في نوفمبر المقبل، ما يجعلها نقطة حاسمة في تحديد اتجاهات الناخبين، خصوصاً المترددين والمستقلين.
استمرت المناظرة لساعات، تطرقت إلى ملفات جوهرية تمس الشأن الوطني والدولي، حيث دارت النقاشات حول الاقتصاد والهجرة والملفات الجيوسياسية والحرب في غزة، إضافة إلى الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان.
الهجرة والإجهاض: ملفات فجرت النقاش
شهدت أيضاً قضية الهجرة والهجرة غير الشرعية توتراً بين الطرفين، حيث انتقدت هاريس سياسات ترامب المتشددة تجاه الهجرة، قائلة إن تلك السياسات عمقت الانقسامات المجتمعية وأثرت على اقتصاد البلاد.
في المقابل، دافع ترامب عن موقفه الصارم تجاه حماية الحدود، مدعياً أن تلك السياسات أنقذت أمريكا من تدفقات غير شرعية هددت أمنها القومي.
اقرأ أيضاً: ترامب يتعهد بخفض أسعار الطاقة بنسبة 50% وتعزيز الهيمنة الأمريكية: ما هي خطته وكيف ستؤثر أوبك؟
أما ملف الإجهاض فقد أثار سجالاً حاداً بين المرشحين، حيث دافعت هاريس عن حقوق المرأة في اختيار قرارها الشخصي، مهاجمة ترامب لدعمه فرض قيود صارمة على الإجهاض، بما في ذلك دعمه لقانون يحظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع في فلوريدا.
ورد ترامب قائلاً إن الإجهاض يجب أن يظل مسألة تبت فيها الولايات المتحدة، في محاولة للتهرب من الاتهامات المتعلقة بموقفه المحافظ في هذا الملف.
الاقتصاد: أزمة التضخم بين الاتهامات والدفاع
من جانبها، سطلت هاريس الضوء على ما أسمته ” اقتصاد الفرص”، متهمة ترامب بأنه ترك الولايات المتحدة تعاني من أسوأ موجة بطالة منذ الكساد العظيم.
وقالت إن إدارة بايدن” اضطرت لإصلاح الفوضى” التي خلفتها سياسات ترامب الاقتصادية.
على الجانب الآخر، هاجم ترامب إدارة بايدن بشأن التضخم، مدعياً أن سياساته خلال فترة رئاسته أسهمت في استقرار الاقتصاد الأمريكي وأن موجة التضخم الحالية هي نتيجة لسياسات ديمقراطيين.
إسرائيل حاضرة في مناظرة هاريس وترامب
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وجه ترامب اتهاماً مباشراً لهاريس بأنها “تكره إسرائيل”، بينما ردت هاريس بشدة، مؤكدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ودعت في الوقت ذاته إلى وقف الحرب في المنطقة.
مع بقاء أسابيع قليلة على الانتخابات، قد تكون مناظرة هاريس وترامب نقطة فارقة في تحديد خيارات الناخبين الأمريكيين.
ما يجمع بين المرشحين هو الاستعداد لخوض معركة شرسة، وما يفرق بينهما هو الرؤية التي يحملها كل طرف لمستقبل الولايات المتحدة.
تتوجه الأنظار الآن نحو المناظرات القادمة والتي قد تعزز أو تضعف موقف أي من المرشحين، وسط توقعات بمزيد من التصعيد والتوتر في الفترة المتبقية قبل يوم الاقتراع.
المصدر: فرانس 24| أ ف ب| رويترز