في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجهها، أعلنت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات، يوم الخميس، عن خطة تقشف جديدة تتضمن إغلاق مصانع وتسريح آلاف الموظفين حول العالم. وتأتي هذه الخطة استجابة لانخفاض الأرباح وتراجع كبير في مبيعاتها على مدار السنوات الأخيرة.
وكشفت الشركة عن نيتها تسريح 11 ألف موظف إضافي، ليصل العدد الإجمالي للوظائف التي سيتم الاستغناء عنها إلى 12 ألفاً و500 وظيفة حول العالم، أي ما يعادل نحو 9% من قوتها العاملة. كما أعلنت عن إغلاق سبعة مصانع ضمن خطة إعادة هيكلة واسعة تهدف إلى تقليص الطاقة الإنتاجية بنسبة 10% والتركيز على الأسواق الأساسية.
تواجه نيسان ضغوطاً متزايدة على خلفية ضعف المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا، فضلاً عن تراجع الطلب في الأسواق الناشئة. وقد انعكس ذلك في نتائجها المالية، حيث تراجعت أرباح التشغيل بنسبة 98.5% خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، لتسجل 1.6 مليار ين فقط، أي ما يعادل 14.8 مليون دولار.
وتزامن هذا الإعلان مع أول ظهور علني للمدير التنفيذي الجديد ماكوتو أوشيدا، الذي تولى منصبه في ديسمبر الماضي، إذ أكد في مؤتمر صحفي أن الشركة تعمل على إصلاح جذري للنموذج التشغيلي، مع التركيز على تحسين جودة المبيعات بدلاً من الكمية، وتحقيق التوازن في شبكة الإنتاج العالمية.
وأوضح أوشيدا أن استراتيجية الشركة للمرحلة المقبلة تعتمد على تقديم منتجات مبتكرة وتعزيز العلامة التجارية، مشيراً إلى أن نيسان ستقلّص عدد الطرازات بنسبة 10% بنهاية السنة المالية 2022، وذلك بهدف تحسين الكفاءة وزيادة الربحية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه نيسان إلى التعافي من تداعيات فضيحة كارلوس غصن، المدير التنفيذي السابق، التي أثّرت سلباً على سمعة الشركة واستقرارها الإداري. كما تأتي في ظل تصاعد المنافسة من شركات أخرى تعتمد على نماذج كهربائية وتقنيات متقدمة في قطاع السيارات.
وقد أكد مسؤولو نيسان أن خطة التقشف الجديدة ضرورية للحفاظ على استدامة الشركة على المدى الطويل، مشددين على أن هذه القرارات الصعبة تأتي في إطار التزام الإدارة بإعادة نيسان إلى مسارها الصحيح واستعادة ثقة المستثمرين والعملاء في مختلف أنحاء العالم.

