في تطور استثنائي وغير مسبوق على الصعيد اللوجستي والفني، أقدمت المملكة العربية السعودية على تنفيذ عملية نقل – طائرات موسم الرياض – ثلاث طائرات عملاقة من طراز “بوينغ 777-200ER” براً من مطار جدة إلى العاصمة الرياض، ضمن التحضيرات المكثفة لموسم الرياض المرتقب.
هذه الخطوة، التي تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة للترفيه على مستوى العالم، تمثل إنجازاً بارزاً في مجال النقل البري للأحجام الضخمة، بتكلفة إجمالية قدرت بـ1.2 مليون ريال سعودي.
التحديات اللوجستية: عملية معقدة بامتياز
بالنظر إلى حجم الطائرات الهائل، إذ يبلغ طول كل طائرة 64 متراً وعرض البدن 6.2 متر، فإن عملية النقل براً فرضت تحديات فنية غير اعتيادية. ليس هذا فحسب، بل إن ارتفاع الطائرة الذي يتجاوز 6 أمتار، شكّل عقبة إضافية أمام مرورها في الطرق السريعة ذات الجسور المحدودة الارتفاع، ما استدعى اختيار مسارات خاصة لتجنب تلك العوائق.
لعلك ترغب في تصفح: إطلاق مشروع “بوليفارد بيزنس بارك” في الرياض: استثمارات تتجاوز مليار ريال تدعم رؤية المملكة 2030
وعلى هذا الأساس، أُجريت عملية تفكيك دقيقة لبعض الأجزاء لضمان النقل الآمن، تحت إشراف فرق متخصصة حرصت على اتباع خطة مدروسة بعناية فائقة.
توثيق علمي: الأقمار الصناعية في خدمة الحدث
في إطار تعزيز التغطية الإعلامية والتوثيق التقني لهذا الحدث البارز، قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتصوير مسار طائرات موسم الرياض عبر الأقمار الصناعية من ارتفاع 620 كيلومتراً، حيث وثقت صوراً عالية الجودة للطائرات أثناء مرورها قرب مدينة شقراء.
هذا التوثيق، الذي يعكس التقدم التقني الذي وصلت إليه المملكة في مجال الاستشعار عن بُعد، أضاف بعداً علمياً متقدماً لعملية النقل، مؤكداً على التكامل بين التكنولوجيا واللوجستيات في هذه المبادرة الضخمة.
“بوليفارد رنواي”: وجهة ترفيهية جديدة بمفهوم مبتكر
في السياق ذاته، يُعد “بوليفارد رنواي” أحد أبرز المناطق المستحدثة ضمن فعاليات موسم الرياض لهذا العام، حيث ستُستخدم الطائرات المنقولة كمواقع مميزة للتجارب الترفيهية الفريدة من نوعها.
وضمن هذا الإطار، سيتم تحويل الطائرات إلى مطاعم فاخرة ومسارح ترفيهية، مما يعزز مكانة الرياض كوجهة عالمية للابتكار في قطاع الترفيه.
التنسيق والاحترافية: رؤية موحدة وتخطيط دقيق
وفي إطار تعزيز الجهود الوطنية المشتركة، أشاد معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، بالتعاون الوثيق مع الخطوط السعودية وكافة الجهات المختصة، مؤكداً أن نجاح عملية النقل يعكس التنسيق العالي بين المؤسسات السعودية.
كما أثنى على دعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في توفير التوثيق العلمي عبر الأقمار الصناعية، وهو ما يعزز من مكانة المملكة في توظيف التكنولوجيا المتقدمة لخدمة مشاريعها الكبرى.
اقرأ أيضاً: كولالاك تطلق مشروعاً ضخماً لإنشاء مصنع لحليب الأطفال باستثمارات تصل إلى 300 مليون ريال سعودي
لا شك أن هذه العملية غير المسبوقة تضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول الرائدة في مجال الفعاليات الترفيهية، حيث يعكس نجاح هذه المبادرة حجم الإمكانيات والموارد التي يتم تسخيرها لتحقيق أهداف رؤية 2030. من المنتظر أن تسهم طائرات موسم الرياض العملاقة في تقديم تجربة ترفيهية لا مثيل لها، تجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، لترسخ بذلك الرياض مكانتها كعاصمة الترفيه في المنطقة.
