واصل الجنيه الاسترليني هبوطه في السوق الأوروبية ليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ليبتعد عن أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، وذلك قبيل اجتماع بنك إنجلترا الحاسم لتحديد أسعار الفائدة.
وعزا محللون هذا التراجع إلى عمليات التصحيح وجني الأرباح، بالإضافة إلى العزوف عن المخاطرة من قبل المستثمرين.
ويتوقع على نطاق واسع أن يُبقي بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة السادسة على التوالي، عند مستوى 5.25%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008.
ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن البنك قد يُقدم المزيد من الأدلة على أنه يفكر بجدية في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في يونيو.
خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الجنيه الاسترليني
وقد أظهرت مقايضات أسعار الفائدة في المملكة المتحدة فرصة بنسبة 50% لخفض الفائدة بحلول يونيو، بينما تُشير إلى فرصة شبه مؤكدة (100%) لخفضها بحلول أغسطس.
ويُتوقع أن يُقدم اجتماع هذا الأسبوع مزيدًا من الوضوح بشأن نوايا بنك إنجلترا، خاصة إذا أكد البنك على استعداده لخفض الفائدة في أقرب وقت ممكن، مع تراجع الضغوط التضخمية في البلاد.
ويُعتقد أن تردد بنك إنجلترا في رفع أسعار الفائدة في الماضي، عندما كان ذلك ضروريًا لمكافحة التضخم، قد يدفعه إلى الإسراع في خفضها الآن.
وفي هذا الصدد، قال مدير أبحاث الاقتصاد الكلي العالمي في أكسفورد إيكونوميكس “بن ماي”: “ما زلنا نتوقع أن يخفض بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في يونيو.”
وتُشير التوقعات إلى أن ضعف الجنيه الاسترليني الأخير ناتج عن زيادة رهانات المستثمرين على خفض الفائدة في يونيو.
ويُتوقع المزيد من التراجع للجنيه اليوم إذا أظهرت بيانات السوق مزيدًا من الدلائل على قرب بدء خفض الفائدة.
وفي هذا السياق، قال رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك أم يو أف جي “ديريك هالبيني”: “لا نتوقع أن تمنع البيانات الأخيرة بنك إنجلترا من إصدار إشارة سياسة أكثر تشاؤمًا هذا الأسبوع، تُشير إلى اقترابه من خفض أسعار الفائدة.”
وأضاف هالبيني: “يشكل تحديث السياسة مخاطر هبوطية للجنيه الإسترليني في الفترة المقبلة.”
وختامًا، يُتوقع أن يُثير إعلان بنك إنجلترا اليوم قلق المضاربين على ارتفاع الجنيه الاسترليني.
اقرأ أيضاً: صعود الين مقابل الدولار مع تفكير بنك اليابان مجدداً في رفع أسعار الفائدة