في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، يميل المستثمرون إلى البحث عن رموز الخبرة والإلهام من كبار المستثمرين لاستلهام استراتيجياتهم وتوقعاتهم للسوق، وعلى رأس هؤلاء يأتي وارن بافيت، المستثمر الشهير وملياردير عالمي، الذي تثير محفظته اهتمام جميع المستثمرين، سواء الكبار أو الصغار.
خلال تداولات يوم الاثنين، بلغ مؤشر التقلب VIX مستوى 65 نقطة، وهو ما يعادل تقريبًا مستويات التقلب المسجلة في عام 2020 خلال جائحة كورونا وعام 2008 أثناء أزمة ليمان براذرز الاقتصادية.
يتفاعل كل مستثمر مع هذه الظروف بناءً على استراتيجيته الخاصة في إدارة المخاطر، وفي هذا السياق، سنركز على وارن بافيت، الذي يعرف بـ “عرّاف أوماها”، والذي قام بتقليص استثماراته بشكل كبير في سهمي آبل وبنك أوف أمريكا خلال الربع الماضي، حسب بيانات شركة بيركشاير هاثاوي للربع الثاني. وقد حدث هذا التخارج قبل أن تبدأ الأسواق في الهبوط الحالي.
في الوقت الراهن، تمتلك بيركشاير هاثاوي نقدًا بقيمة 277 مليار دولار، وهي علامة تشير إلى أن بافيت قد يعتبر أن سوق الأسهم قد بلغ ذروته وأن الاتجاه التالي سيكون نحو التراجع.
يجدر بالذكر أن 85% من هذه الأموال الحرة تستثمر في سندات تحقق عائدًا سنويًا بنسبة 5%، أي ما يعادل حوالي 11.7 مليار دولار، بمعدل 975 مليون دولار شهريًا. للمقارنة، تمتلك بيركشاير هاثاوي حاليًا حوالي 4% من جميع أذون الخزانة الصادرة للجمهور، وتحتفظ بسندات خزانة تزيد قيمتها عن 195 مليار دولار في ميزانية الاحتياطي الفيدرالي.
إن امتلاك وارن بافيت لسندات خزانة تفوق قيمتها ما يمتلكه الاحتياطي الفيدرالي نفسه يعكس حالة من القلق والاستشعار من جانب الملياردير المخضرم.