يُعتبر الذهب تاريخيًا وسيلة موثوقة لحفظ الثروة خلال الأزمات الاقتصادية. وكما يُظهر التحليل لأعلى ارتفاعات في أسعار الذهب خلال الخمسين عامًا الماضية، نجد أن السوق يشهد حاليًا أطول فترة ارتفاع للذهب منذ أن تخلى الرئيس نيكسون عن معيار الذهب في أغسطس 1971.
خصائص الذهب تعزز جاذبيته
قال براد تشاستين، مدير التعليم في شركة U.S. Money Reserve، إن “الذهب يتمتع بعدد من الخصائص الحاسمة التي تعزز سمعة المعدن كأداة للتحوط ضد الاضطرابات.” وأوضح أن “مقاومة الذهب للتآكل ومرونته تجعله ذا قيمة جوهرية، خاصة في الإلكترونيات، كما أن استقراره كأصل مادي يجعله أكثر أمانًا مقارنةً بالعملات الورقية.”
زيادة الطلب على الذهب في أوقات الاضطراب
تشير التحليلات إلى أن جاذبية الذهب ازدادت بوضوح خلال السنوات الأخيرة بسبب الاضطرابات السياسية، الحروب التجارية، جائحة كوفيد-19، والتضخم، مما ساهم في رفع سعره مع تزايد الطلب. وأضاف تشاستين، “الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يعكس زيادة الاهتمام بالمعدن الثمين كوسيلة لتخزين الثروة في أوقات عدم اليقين.”
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار النفط مع انخفاض المخزونات الأميركية، ومخاوف الطلب الصيني تحد من المكاسب
تاريخ ارتفاع أسعار الذهب
قال تشاستين إن “الأسعار الفورية للذهب ارتفعت بأكثر من 70% خلال السنوات الخمس الماضية، من حوالي 1,400 دولار للأونصة في يونيو 2019 إلى أكثر من 2,400 دولار للأونصة في يوليو 2024.” وأشار إلى أن “فترات الارتفاع السابقة في أسعار الذهب، مثل تلك التي حدثت بعد التخلي عن معيار الذهب في السبعينيات أو خلال الركود الكبير في 2008، كانت مرتبطة دائمًا بالاضطرابات الاقتصادية.”
الارتفاع الحالي للذهب
بدأت الفترة الحالية من ارتفاع الذهب في مارس 2020، عندما تأثرت الاقتصاديات العالمية بجائحة كوفيد-19، مما أدى إلى زيادة بنسبة 59% في السعر الفوري للذهب. ووفقًا لتشاستين، “تستمر فترة الارتفاع الحالية، التي تمتد على مدى 228 أسبوعًا، في تقديم رؤية حول كيفية استجابة الذهب للظروف الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.”
التوقعات المستقبلية
على الرغم من أن معظم الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب حدثت في السبعينيات، فإن الظروف الحالية تقدم نظرة قيمة لما يمكن أن يتوقعه المستثمرون مع تزايد الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.