تشهد الأسهم الأمريكية توسعًا في مكاسبها، مما يعكس تحولًا بعيدًا عن الهيمنة السابقة لأسهم التكنولوجيا. يأتي هذا الارتفاع وسط توقعات الأسواق لتقرير الوظائف القادم، بالإضافة إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع السياسة النقدية المقرر يومي 17 و18 سبتمبر.
شهدت السوق تحولًا ملحوظًا نحو أسهم القيمة والأسهم الصغيرة، التي من المتوقع أن تستفيد من الانخفاض المرتقب في أسعار الفائدة. هذا التوجه اكتسب زخمًا منذ الشهر الماضي، رغم حدوث تراجع مؤقت خلال عمليات البيع التي حدثت في أوائل أغسطس.
من الجدير بالذكر أن سهم Nvidia، أحد اللاعبين البارزين في قطاع الذكاء الاصطناعي، ساهم بشكل كبير في زيادة مؤشر S&P 500 بنسبة 18.4% منذ بداية العام.
اقرأ أيضاً: إنفيديا تستعد للهيمنة على وول ستريت مجدداً عبر تقرير السوق الأبرز
علق الرئيس التنفيذي للاستثمار في تشارلز شواب على هذا التوسع في السوق، قائلاً: “رغم كيفية تحليلها، فقد شهدنا اتساعًا كبيرًا في السوق، وهذا يدل على استمراريته.”
تشمل أسهم القيمة، التي تُعتبر عادةً أقل تقييمًا من حيث القيمة الدفترية أو السعر إلى الأرباح، قطاعات مثل المالية والصناعية. وقد لوحظ اتساع السوق بشكل واضح، حيث تفوقت 61% من أسهم S&P 500 على المؤشر في الشهر الماضي، وهي قفزة كبيرة مقارنة بنسبة 14% خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات تشارلز شواب.
في المقابل، تخلفت أسهم مجموعة “السبعة الرائعين” من شركات التكنولوجيا مثل Nvidia وTesla وMicrosoft عن الشركات الأخرى في مؤشر S&P 500 بنسبة 14 نقطة مئوية منذ تقرير التضخم الأمريكي في 11 يوليو الذي أظهر أرقامًا أضعف من المتوقع.
تشير مرونة السوق أيضًا إلى الاستجابة لتوقعات Nvidia، التي لم تلبِ توقعات المستثمرين العالية في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويعكس ذلك زيادة اهتمام المستثمرين بالقطاعات الأخرى خارج التكنولوجيا. وصل مؤشر S&P 500 المتساوي الوزن، الذي يمثل متوسط الأسهم، إلى مستوى مرتفع جديد هذا الأسبوع، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 10.5% منذ بداية العام.
أبرز المحللون في مؤسسة نيد ديفيد للأبحاث التأثير الإيجابي لتوسع السوق، مشيرين إلى أن ذلك يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية المناسبة لنمو الأرباح.
من بين أسهم القيمة التي أدت بشكل جيد هذا العام، سجلت أسهم جنرال إلكتريك وتارجا ريسورسز ارتفاعًا بنسبة 70% و68% على التوالي. كما ارتفع مؤشر راسل 2000، الذي يركز على الشركات الصغيرة، بنسبة 8.5% من أدنى مستوياته الشهرية، رغم أنه لم يتجاوز بعد أعلى مستوى له في يوليو.
من المتوقع أن يلعب تقرير الوظائف دورًا حاسمًا في السوق، مع زيادة التركيز على الوضع الاقتصادي الحالي.