ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الاستدامة والابتكار في مجال النقل، أطلقت إمارة أبوظبي، ممثلة بمركز النقل المتكامل “أبوظبي للتنقل”، مبادرة جديدة تهدف إلى تشغيل أسطول من الحافلات الخضراء العاملة بالطاقة الهيدروجينية والكهربائية.
تأتي هذه الخطوة كجزء من خطط الإمارة الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، والارتقاء بجودة الحياة للمقيمين والزوار، مع الالتزام بأعلى معايير الاستدامة والابتكار التقني في قطاع النقل.
وتنطلق أولى هذه الحافلات على المسار رقم 65، الذي يربط بين مارينا مول وشمس بوتيك في جزيرة الريم، ويعكس هذا المسار التوجه نحو حلول نقل أكثر صداقة للبيئة تتماشى مع أهداف الإمارة للتحول إلى نقل عام أخضر بحلول عام 2030.
لعلك ترغب في تصفح: متى تفتح القرية العالمية في دبي 2024؟ موعد الافتتاح والأسعار وتفاصيل الحجز
يأتي هذا البرنامج في سياق الرؤية المستقبلية لأبوظبي لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، توافقاً مع التزاماتها باتفاقية باريس للمناخ.
برنامج شامل لتقييم التقنيات الخضراء
برنامج الحافلات الخضراء الذي أطلق في نوفمبر 2023 ويستمر حتى يونيو 2025، يتضمن تقييم شامل لأداء الحافلات الهيدروجينية والكهربائية في ظل الظروف المناخية الحارة لإمارة أبوظبي،
وتقييم مدى ملاءمة هذه الحافلات للعمل في بيئة حضرية معقدة. وقد تمت هذه الدراسات بالتعاون مع شركاء دوليين من حكومات ومصنعي الحافلات.
كما يتضمن البرنامج تدريباً نوعياً للسائقين ومشغلي الحافلات من خلال جلسات نظرية وعملية، بالتنسيق مع خبراء النقل الأخضر، لضمان جاهزية الإمكانيات المحلية للتعامل مع هذه الحافلات المتقدمة.
كما يتضمن البرنامج خططاً لتطوير مرافق البنية التحتية لشحن الحافلات بالكهرباء والهيدروجين، بما يتيح لها العمل بكفاءة عالية وبأقل نسبة انبعاثات.
التعاون الدولي والمحلي: ركيزة النجاح
يجسد برنامج الحافلات الخضراء شراكة فعالة بين القطاعات الحكومية والخاصة، ويتيح التعاون مع جهات عالمية متخصصة لتوفير أحدث الحلول التقنية في قطاع النقل المستدام.
وقد تم توقيع اتفاقيات استراتيجية مع عدة دول، من بينها كوريا الجنوبية والصين، لتدريب الكوادر المحلية وإجراء دراسات مقارنة بين التقنيات المستخدمة في كل بلد.
يُعزز هذا التنوع قدرة أبوظبي على تبني أحدث الممارسات العالمية وتطبيقها بما يتناسب مع الاحتياجات المحلية، لا سيما في ما يتعلق بظروف المناخ الصحراوي. وبفضل هذا التعاون، تتوقع الإمارة خفض انبعاثات الكربون من قطاع النقل بنحو 100 ألف طن متري سنوياً.
البنية التحتية والتحديات المناخية
تأتي هذه المبادرة ضمن مساعي “أبوظبي للتنقل” لإنشاء بنية تحتية متكاملة، تشمل محطات شحن الحافلات الهيدروجينية والكهربائية، بالإضافة إلى بناء مرافق متطورة لدعم وتشغيل هذه الحافلات، مع الأخذ في الاعتبار الظروف المناخية الخاصة التي تتسم بها الإمارة.
اقرأ أيضاً: اطلاق النسخة الحادي عشر من فوديكس السعودية في الرياض
ومن الجدير بالذكر أن هذا البرنامج الطموح لا يقتصر فقط على تقنيات النقل، بل يشمل أيضاً تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال التقنيات الخضراء، عبر توفير برامج تدريبية داخل وخارج الدولة، مما يساهم في تطوير جيل جديد من المتخصصين الإماراتيين القادرين على قيادة قطاع النقل المستدام في المستقبل.
التطلع إلى المستقبل: أبوظبي 2030
مع إطلاق هذا البرنامج، تسعى أبوظبي لأن تصبح نموذجاً عالمياً في التحول إلى النقل العام المستدام، وذلك ضمن رؤيتها لتحقيق نقل عام أخضر بحلول عام 2030.
ويرى الخبراء أن برنامج الحافلات الخضراء ليس مجرد خطوة نحو تحسين وسائل النقل، بل هو جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الابتكار، وتخفيض البصمة الكربونية، وتعزيز الاستدامة في كل جوانب الحياة اليومية في الإمارة.
ختاماً، يؤكد برنامج الحافلات الخضراء على التزام أبوظبي بالريادة في تبني الحلول الذكية والمستدامة، ويضع معايير جديدة للنقل الحضري لا تقتصر على المنطقة فحسب، بل تمتد إلى الساحة الدولية، ما يجعل من أبوظبي مركزاً عالمياً للنقل المستدام.
