تعتبر هوية ساتوشي ناكاموتو، مؤسس البيتكوين، من أكبر الألغاز في مجال العملات الرقمية. ولكن وفقًا لعمل وثائقي جديد على قناة HBO، يبدو أن هذا اللغز قد يقترب من الحل.
الوثائقي، الذي أخرجه كولين هوباك، يزعم أنه تمكن من كشف الهوية الحقيقية لناكاموتو، مما أثار جدلاً واسعًا في مجتمع العملات الرقمية. من المقرر عرض الفيلم لأول مرة يوم الأربعاء المقبل.
لعلك ترغب في تصفح: البيتكوين والساتوشي: الثورة الرقمية وأسرار العملة المشفرة
تاريخ ساتوشي ناكاموتو معروف جيدًا. بعد نشره الورقة البيضاء لبيتكوين في 31 أكتوبر 2008، أطلق العملة في 2009 وسط أزمة مالية عالمية. ومع تأسيس الشبكة وقدرتها على العمل بشكل مستقل بمساعدة مجموعة من المعدنين، اختفى ناكاموتو عن الأنظار في عام 2010، ولم يُسمع عنه منذ ذلك الحين.
آخر تواصل لناكاموتو كان متعلقًا بموقع ويكيليكس، حيث حذر من استخدام البيتكوين في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنها لا تزال في مراحلها التجريبية.
تم تصميم البيتكوين لتكون عملة رقمية نظير إلى نظير، غير خاضعة للرقابة من أي حكومة أو بنك مركزي. وعلى مر السنين، أصبحت البيتكوين فئة أصول بقيمة تريليون دولار، مع مجتمع داعم يضم شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك ومايكل سايلور.
التوقعات والملاحقات القانونية
تظل هوية ساتوشي موضوعًا مثيرًا للنقاش، حيث يمكن أن تؤثر على الشخص أو الأشخاص المعنيين بشكل إيجابي أو سلبي. فمن جهة، قد يواجهون اتهامات بالجرائم المرتبطة باستخدام البيتكوين، كما حدث مع روس أولبريخت مؤسس Silk Road. ومن جهة أخرى، يُعتبر ناكاموتو من بين أغنى الأشخاص في العالم، حيث يتحكم في حوالي 1.1 مليون بيتكوين.
مؤخراً، ظهرت بعض محافظ “حقبة ساتوشي” إلى الواجهة بعد فترة طويلة من الخمول، حيث تم نقل نحو 250 بيتكوين، مما أثار تكهنات حول علاقة تلك العمليات بناكاموتو.
مسارات البحث عن الهوية
على مر السنين، ظهرت العديد من النظريات حول هوية ساتوشي ناكاموتو. بعض المحققين ادعوا أنهم حددوا هويته، مثل الصحفية ليا مكغراث جودمان، التي اتهمت دوريان ناكاموتو، لكنه نفى ذلك. كما ادعى كريج رايت أنه هو ساتوشي، لكن أغلب مجتمع العملات الرقمية لا يؤمن بذلك، وقد حكم قاضٍ لصالح هذا الرأي.
تشمل الأسماء الأخرى المحتملة هال فيني ونيك زابو وآدم باك، ومع اقتراب عرض الوثائقي، أعرب آدم باك عن رفضه لهذه التكهنات، قائلاً “ليس أنا”.
بخصوص توقعات المجتمع، يعتقد العديد أن HBO ستظهر لين ساسامان كونه ساتوشي، حيث يُظهر الاستطلاع أن 51% من المراهنين يرون أن ساسامان هو المؤسس.
انتظار الوثائقي
مع اقتراب موعد عرض الوثائقي، تبقى التكهنات قائمة. بينما يُفضل البعض الحفاظ على سرية هوية ساتوشي، يقول بعض المحللين إن أي ادعاء دون إثبات ملموس لا يمكن اعتباره مؤكدًا.
في هذا السياق، أشار بيتر مكورماك، بودكاستر متخصصة في البيتكوين، إلى أن الجهود لكشف هوية ساتوشي قد تكون غير مسؤولة، مؤكدًا أن ساتوشي قدم هدية عظيمة للعالم من خلال البيتكوين ولكنه اختار البقاء مجهول الهوية، وهو قرار ينبغي احترامه.
المصدر : موقع انفستنغ
