افتتح هذا الأسبوع في ميلانو المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية (IAC)، وهو حدث بارز يجمع وكالات الفضاء العالمية في سياق تزايد المنافسة الجيوسياسية في مجال استكشاف الفضاء. يركز المؤتمر بشكل خاص على الأنشطة القمرية ومدار الأرض، ويشهد حضورًا كبيرًا من القطاع الخاص الذي يسعى لمواكبة الإنجازات التي حققتها شركة SpaceX بقيادة إيلون ماسك.
يميز مؤتمر IAC لهذا العام حضور خبراء الفضاء من الولايات المتحدة والصين، وهما أبرز المتنافسين في سباق الفضاء الحالي، في حدث يجمعهم تحت سقف واحد.
من المتوقع أن يناقش المؤتمر مجموعة من المواضيع الرئيسية، منها استكشاف القمر وبرنامج أرتميس التابع لناسا الذي يهدف إلى بناء تحالف من الدول الشريكة، فضلاً عن ضرورة وصول أوروبا إلى الفضاء بشكل مستقل. وقد أعرب بيل نيلسون، مدير ناسا، عن أهمية هذه التحركات في استراتيجيات الوكالة التي تتضمن إشراك الشركات الخاصة في استبدال محطة الفضاء الدولية (ISS) بعد تقاعدها المتوقع في عام 2030.
وفي السياق، أشار وزير الصناعة الإيطالي أدولفو أورسو إلى أهمية الموافقة على إطار تشريعي لصناعة الفضاء، مما يساهم في تحقيق الأهداف الوطنية وضمان الاستخدام المستدام للفضاء. إيطاليا، التي تعتبر مساهمًا كبيرًا في وكالة الفضاء الأوروبية، التزمت بمبلغ 7.3 مليار يورو للمشاريع الفضائية حتى عام 2026.
لعلك ترغب في تصفح: إطلاق أول روبوت تاكسي آلي من “تسلا”: جيل جديد من روبوتات “أوبتيموس”
تسعى كل من الولايات المتحدة والصين لتحقيق هدف إنزال البشر على سطح القمر في هذا العقد، وهو الهدف الأول منذ مهمة أبولو الأمريكية في عام 1972. تتضمن جهودهم تشكيل تحالفات مع الدول الأخرى والاستفادة من قدرات القطاع الخاص، مما يؤثر على الأهداف الفضائية للوكالات الأصغر حجمًا.
أصبح صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX عنصرًا أساسيًا في الوصول الغربي إلى الفضاء، بينما تسعى أوروبا لاستئناف الوصول غير المأهول إلى المدار. تجري محادثات بين الشركات الأوروبية الكبرى مثل Leonardo وThales وAirbus لتوحيد أنشطتها في مجال الأقمار الصناعية.
ينظر الاستراتيجيون الأوروبيون إلى الفضاء كسوق عالمية، مشيرين إلى أن تقييد الشركات الأوروبية ضمن المنطقة يتجاهل المنافسة العالمية. كما شجعت مبادرة ناسا لتعزيز البدائل الخاصة لمحطة الفضاء الدولية على التعاون عبر الأطلسي، مما يفتح المجال لمشاريع جديدة.
شهدت أسواق الأقمار الصناعية الأوروبية تغييرات، حيث تتكيف مع تراجع الطلب على الأقمار الثابتة لمصلحة الأنظمة في المدار الأرضي المنخفض مثل Starlink، مما يشير إلى ضرورة وجود استراتيجية جديدة لمواكبة التحديات الحالية.
المصدر : موقع انفستنغ