شهدت كوريا الجنوبية اضطرابات سياسية حادة يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، بعد إعلان رئيس البلاد يون سوك يول حالة الطوارئ وفرض الأحكام العرفية. وجاء هذا القرار مبرراً بما وصفه الرئيس بضرورة حماية البلاد من “القوى الشيوعية”، وسط خلافات برلمانية حول مشروع قانون الموازنة. إلا أن هذا القرار سرعان ما أُلغي بعد تصويت الجمعية الوطنية ضده.
تداعيات القرار على الأسواق المالية
تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية بشكل كبير، حيث انخفض صندوق iShares MSCI South Korea ETF (EWY) بنسبة وصلت إلى 7%، مسجلاً أدنى مستوى له خلال 52 أسبوعاً. ومع نهاية التداولات، قلص الصندوق خسائره ليغلق منخفضاً بنسبة 1.6%، وذلك بعد إعلان الرئيس يون رفع حالة الطوارئ استجابة لتصويت الجمعية الوطنية.
شهد الصندوق حجم تداول غير مسبوق، حيث تم تداول أكثر من 35 مليون سهم، وهو ما يعادل أكثر من عشرة أضعاف متوسط حجم التداول خلال الثلاثين يومًا الماضية.
تأثير الأحداث على الشركات الكورية المدرجة في الولايات المتحدة
تراجعت إيصالات الإيداع الأمريكية لشركة Korea Electric Power بأكثر من 2%، كما انخفضت أسهم شركة التجارة الإلكترونية Coupang بنسبة 3.7%. وشهدت شركة KT Corp. انخفاضاً طفيفاً بنسبة تقل عن 1%، فيما تراجعت أسهم شركة الصلب Posco بأكثر من 4%.
تصفح أيضاً: تداول أسهم “المتحدة الدولية القابضة” يبدأ في السوق السعودي اليوم
إلغاء الأحكام العرفية بعد ضغط برلماني
كما عقدت الجمعية الوطنية جلسة طارئة عقب إعلان الرئيس حالة الطوارئ، حيث اجتمع 190 نائباً من أصل 300 وصوتوا لصالح إلغاء القرار خلال ساعات من إصداره. أدى هذا التصويت إلى إجبار الرئيس يون على التراجع عن مرسوم الأحكام العرفية.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لكوريا الجنوبية، التي تُعد الاقتصاد الثالث عشر عالمياً. وقد أثارت هذه الأزمة مخاوف بشأن الاستقرار السياسي والاقتصادي، لا سيما في ظل تأثيرها السلبي على الأسواق المالية وثقة المستثمرين.
تبقى الأنظار مركزة على كيفية تعامل الحكومة مع هذه الأزمة غير المسبوقة، وما إذا كانت ستتمكن من استعادة الاستقرار في الفترة المقبلة.