مشروع برج جدة: أطول ناطحة سحاب في العالم ورمز جديد للطموح السعودي

يواصل مشروع برج جدة، الذي يُتوقع أن يكون أطول مبنى في العالم، جذب الأنظار والاهتمام كمعلم معماري استثنائي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. ومع أن عملية البناء التي بدأت قبل أكثر من سبع سنوات لا تزال تواجه تحديات وتأخيرات، آخرها بسبب جائحة كوفيد-19 في عام 2020، فإن الطموح الرائد وراء هذا المشروع يظل حاضراً بقوة ويعزز مكانته كرمز للتقدم والإبداع الهندسي.

 برج جدة، الذي كان يُعرف سابقاً بـ”برج المملكة”، يمتد على مساحة بناء تُقدر بـ530,000 متر مربع، ليضم مرافق سكنية وتجارية وفندقية بمساحة إجمالية تبلغ 57 مليون قدم مربع.

كان من المقرر أن يبدأ البناء في 2012، غير أن التحديات الجيولوجية التي واجهها الموقع تسببت في تأجيل الانطلاق حتى عام 2013، حين بدأ العمل على الأساسات الضخمة التي بلغت مساحتها 7500 متر مربع، وتجاوزت في عمقها أسس برج خليفة.

وقد تم تقسيم عملية البناء إلى ثلاث مراحل رئيسية؛ تضمنت الأولى تشييد البرج نفسه، والثانية تطوير البنية التحتية المحيطة، فيما تبقى المرحلة الثالثة قيد التخطيط والإعلان.

صُمم البرج ليبلغ ارتفاعه 3,280 قدماً على الأقل، وهو جزء أساسي من مشروع “مدينة جدة الاقتصادية”، حيث سيكون أول هيكل في العالم يصل إلى ارتفاع كيلومتر كامل. الجدير بالذكر أن التصميم الأصلي كان يستهدف الوصول إلى ارتفاع ميل كامل (1.6 كيلومتر)، إلا أن طبيعة التربة في الموقع حالت دون ذلك. 

وقد أشرفت شركة Adrian Smith + Gordon Gill Architecture من شيكاغو على تصميم البرج، بقيادة المهندس أدريان سميث، الذي يعود له الفضل في تصميم برج خليفة في دبي، أطول مبنى في العالم حالياً.

ويُشرف على هذا المشروع شركة المملكة القابضة، المملوكة للأمير الوليد بن طلال، التي أسست خصيصًا لتحقيق هذا الإنجاز الوطني.

يتميز مشروع برج جدة بطموحه غير المسبوق وتصميمه الفريد الذي يعكس براعة هندسية وإبداعاً معمارياً قل نظيره. وعلى غرار برج خليفة، لم يتم الكشف عن الارتفاع النهائي للبرج حتى الآن، في خطوة تستحضر “حروب الارتفاعات” التي شهدتها مدينة نيويورك في القرن العشرين، عندما ظل الارتفاع الحقيقي لقمة مبنى كرايسلر سراً حتى اكتماله للتفوق على مبنى مانهاتن ترست.

ومن بين أبرز مميزات هذا المشروع أن البرج سيضم أعلى مرصد في العالم، إلى جانب شرفة خارجية ضخمة يبلغ قطرها 98 قدماً، كانت مخصصة في البداية لتكون مهبطاً للطائرات الهليكوبتر. 

كما يتميز البرج بتصميم هندسي يُصعب تصويره في صورة واحدة؛ إذ لا يمكن إلا للمناظر الجوية أو رسومات الارتفاعات أن تستوعب حجمه الهائل.

تجسد أساسات البرج، التي يبلغ قطرها 10 أقدام وتصل إلى عمق 360 قدماً، ضخامة المشروع، بينما يلعب تصميمه المتناقص دورًا وظيفياً هاماً في مواجهة الرياح وتقليل تأثير الجاذبية. 

تصفح أيضاً: شركة بن غاطي الإماراتية تكشف عن مشروع “سكاي رايز” في الخليج التجاري بتكلفة 5 مليارات درهم

كما أن الشكل الثلاثي للبرج، المستوحى من أوراق النباتات الصحراوية، يُضفي جمالية بصرية متميزة، ويجمع بين الابتكار والجاذبية الهندسية.

ويمتد هذا الاهتمام بالتفاصيل إلى القاعدة التي تربط البرج بالبيئة المحيطة، حيث تتقاطع حوله مسارات النقل وتندمج القاعدة بشكل متناغم مع البنية الحضرية. 

وفي داخله، يضم البرج 59 مصعداً و12 سلماً متحركاً، بينها خمسة مصاعد مزدوجة الطوابق. ومع ذلك، فإن سرعة المصاعد ستقل عن المعتاد لتجنب آثار التغير في الضغط الجوي على تلك الارتفاعات الشاهقة. كما ستوزع ردهات سماوية في ثلاثة مستويات لتجنب الحاجة إلى كابلات ضخمة للمصاعد التي تصل إلى القمة.

ويعتمد البرج على تقنيات حديثة، من بينها نظام جداري خارجي عالي الأداء، يضم زجاجاً منخفض التوصيلية يساهم في تقليل استهلاك الطاقة عن طريق خفض الأحمال الحرارية. كما يتميز البرج بشرفات متعددة على جوانبه الثلاثة، توفر إطلالات استثنائية على مدينة جدة والبحر الأحمر، بينما يعكس استخدام 80,000 طن من الفولاذ في الهيكل الرئيسي القوة والصلابة التي تميز مشروع برج جدة.

ترتيب أطول الأبراج في العالم 

فيما يلي مقارنة بين برج جدة وغيره من الأبراج العالمية من حيث الارتفاع والاستخدام: 

المصدر: موقع برج جدة الرسمي