تراجعت أسعار الذهب يوم الأربعاء بعد أن بلغت أعلى مستوياتها التاريخية في الجلسة السابقة، حيث أثرت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول على التوقعات بشأن خفض الفائدة هذا العام. وقد أثبتت تعليقاته المتشددة حول السياسة النقدية تزايد الاحتمالات بتباطؤ وتيرة خفض الفائدة في المستقبل القريب، ما دفع المستثمرين إلى التريث انتظارًا لصدور تقرير مهم عن التضخم في الولايات المتحدة.
في التفاصيل، تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 2885.53 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 0504 بتوقيت غرينيتش، بعد أن كان قد سجل في اليوم السابق أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2942.70 دولارًا. من جهة أخرى، انخفضت عقود الذهب الآجلة الأمريكية بنسبة 0.8% لتسجل 2910.70 دولارًا للأونصة.
وقد صرح باول يوم الثلاثاء بأن الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة، وأن البنك المركزي الأمريكي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة أكثر، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون مستعدًا لاتخاذ هذه الخطوة إذا تراجعت معدلات التضخم أو إذا ضعف سوق العمل.
تصفح أيضاً: أبرز تصريحات رئيس الفيدرالي خلال شهادته أمام الكونجرس: هل يمكن عزله؟
ووفقاً لرويترز، يرى العديد من الخبراء أن الذهب، الذي يعتبر عادةً أداة للتحوط ضد التضخم، فقد تأثر سلبًا من جراء ارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي يقلل من جاذبيته كأصل غير منتج. في هذا السياق، أضاف تيم ووترير، كبير المحللين في شركة KCM Trade، قائلًا: “هناك موجة من جني الأرباح على الذهب بعد بلوغه أعلى مستوياته التاريخية، وبالتزامن مع ترقب البيانات القادمة عن التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما قد يشكل خطرًا على المعدن النفيس في حال جاء مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي أعلى من المتوقع.”
تتوجه الأنظار في الوقت الراهن نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المتوقع صدوره في الساعة 13:30 بتوقيت غرينيتش، حيث يُتوقع أن يشهد هذا المؤشر زيادة بنسبة 0.3% في شهر يناير، بعد أن سجل زيادة بنسبة 0.4% في الشهر الذي سبقه، وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز.
بالإضافة إلى ذلك، يتابع المستثمرون عن كثب بيانات مؤشر أسعار المنتجين المقررة يوم الخميس، في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس في وقت لاحق من اليوم.
على الصعيد الدولي، شهدت المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي استنكارًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على جميع واردات الصلب والألمنيوم في الشهر المقبل، وهو ما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي. وقد صرح ووترير قائلاً: “يبقى الاتجاه الصعودي في أسعار الذهب قائمًا نظرًا لحالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى التدفقات نحو الأصول الآمنة، ما يواصل دعم المعدن الثمين.”
من جهة أخرى، تراجعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.2% لتسجل 31.83 دولارًا للأونصة، كما فقد البلاتين 0.5% ليصل إلى 978.06 دولارًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.2% ليبلغ 973.54 دولارًا للأونصة.
يترقب المستثمرون والمحللون سلسلة من الأحداث الاقتصادية المهمة في الأيام المقبلة، بما في ذلك نتائج البيانات الاقتصادية الأمريكية والشهادات الرسمية، والتي من المتوقع أن تحمل تأثيرات كبيرة على حركة الأسواق العالمية.
